من الضروري ومن باب تحمل المسؤولية على الآباء القيام بفحص الأطفال حديثي الولادة من الأمراض الوراثية والتي تأتي عموماً نتيجة معدلات زواج الأقارب العالية، ولقد أظهرت الدراسات أن هناك أكثر من 300 مرض من أمراض التمثيل الغذائي الوراثية في العالم، من هذا المنطلق قامت وزارة الصحة بإنشاء البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة والذي بدأ أعماله في شهر رجب عام 1426ه، ورسالة هذا البرنامج الإستراتيجية المحافظة على صحة المجتمع من خلال تعزيز البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة؛ للحد من الإعاقة؛ وذلك لخفض معدلات المرض والإعاقة والوفيات بإذن الله، أما رؤيته فهي نحو مجتمع يسعد أطفاله بالصحة. البرنامج قادر على كشف 17 نوعًا من الأمراض التي هي من أكثر الأمراض الوراثية شيوعًا في المملكة، كما أنه يتوفر لهذه الأمراض العلاج الناجع بإذن الله. يهدف البرنامج إلى فحص جميع المواليد في المملكة للكشف المبكر عن أمراض وراثية خطيرة تسبب الإعاقة لذا تم فحص 508983 مولودًا منذ إنشائه وثبت أن هناك أمراضاً وراثية لدي 388 حالة، وهذا البرنامج مفعل في 149 من مستشفيات وزارة الصحة، ومعدل الكشف السنوي على الأطفال يبلغ بأكثر من مئتي ألف مولود ويتم علاج المصابين كل طفل حسب حالته ووضعه الصحي. الأمراض المشمولة في الفحص مجموعة من الأمراض الهرمونية الولادية وكذلك بعض أمراض الاستقلاب الوراثية كأمراض قصور الغدة الدرقية الخلقي ومرض تضخم الغدة الكظرية الخلقي، بالإضافة إلى أمراض الاستقلاب التي تشمل الأمراض الوراثية الناتجة عن نقص في الإنزيمات، والذي يؤدي بدوره إلى خلل في التمثيل الغذائي للبروتينات والدهون والنشويات. نحن بحاجة إلى حملات تثقيفية للمجتمع عن أهمية البرنامج مشابهة لحملة التوعية التي عقدت في مستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة تحت شعار "فحصٌ مبكر لغدِ مُزهر". ومستشفى الدمام تحت شعار «وخزة قدم قبل الندم». ومستشفى الملك سعود الطبية تحت شعار "فحص مبكر لغد مزهر". والمزيد من الشعارات التي تهدف إلى توعية المجتمع. ما دفعني للكتابة هو وقوفي على حملة توعية قامت بها وزارة الصحة، فشكراً لها على هذه الجهود، وشكراً لفريق عمل البرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة للحد من الإعاقة، ونتمنى أن يستمر هذا البرنامج التوعوي في كافة مناطق المملكة ليتحقق الهدف المنشود.