خسر الهلال فرصة الفوز في مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا أمام أوراوا الياباني، ولم ينجح في الخروج بنتيجة إيجابية قبل أن يشدّ الرحال إلى طوكيو، من خلال استغلال فرص أتيحت له على مدار شوطي المباراة، سجل مرة وأخفق أكثر من خمس مرات ليكون الحسم بتفاصيله في طوكيو. ما أعقب مباراة الذهاب من لغة مليئة بالإحباط والاستسلام لم تكن مقبولة ممن يبحثون عن المجد، لأن الأقوياء وحدهم من يستطيعون الوصول لقمم النجاح من دون النظر إلى تفاصيل أخرى، والجبان لا يمكن أن يحقق انتصاراً في أرضه ما يجعل تحقيقه خارج الأرض محالاً، وتلك اللغة وحتى وإن كانت بين المحبين إلا أنها تتسلل إلى اللاعبين لأنهم جزء من المجتمع ولا يمكن نزعهم، والخوف أن الانهزامية تتغلل بينهم لتكون أقدامهم لا تقوى على الركض في الميدان. الهلال على وجه التحديد لم يعرف غير الانتصارات والتحديات في مشواره الآسيوي خلال أعوام مضت، كان يخسر على أرضه أو يتعدل والحسم يكون خارج الأرض حينما تكون الصعوبات أمامهم والظروف تقف ضدهم، حينها تنفجر إمكانياتهم وتصبح كالريح التي تقتلع كل من في طريقها من دون أن تتوقف ولو لحظات، هذا الأسلوب هو الوحيد الذي يجلب الانتصار أما التوقف عند التفاصيل فهي أولى خطوات الهزيمة. هذا "الأزرق" الذي يملك كل الإمكانيات التي تجعله يعود من طوكيو محملاً بالذهب، ذهب إلى هناك بخيارين فقط الفوز أو الفوز ولا خيار ثالث بينها، إن وضع لاعبوه ذلك نصب أعينهم سيعودون إلى ناديهم بلقبٍ آسيوي سابع وسيحلقون حينها فوق آسيا من شرقها لغربها والذهب بين أيديهم، والهلال لم يعتد طوال تاريخه أن يركن للاحتمالات والحسابات التي تجعله يخسر الألقاب، بل لا يرى بعينه سوى تلك التي تحقق له الذهب وتجعله في المقدمة دائماً. من غير المنطق أن يكون هناك خوف على الرغم من أن الفوز بأي نتيجة يحقق للهلال ذهب البطولة السابعة، والفريق الذي لا يستطيع الفوز ليس أهلاً بأن يكون بطلاً لأكبر قارات العالم بل لا يليق به التفكير بعدم الخسارة، إن فكر لاعبو الهلال أن خيار الفوز هو خيارهم الوحيد فإنهم سيعودون باللقب الأهم في تاريخ النادي الأزرق، وإن كانت الاحتمالات أمامهم فإن الحزن سيخيّم عليهم حين عودتهم بخسارة الثقة بأنفسهم قبل خسارة اللقب. الهلال ذلك الفريق الذي رسم التاريخ بقلمه لم يعرف الخوف من الخسارة يوماً، التحكيم والخصوم بالنسبة لهم خصماً واحداً يمكن الفوز عليه بالروح والقتال وقوة الشخصية، يجب أن يعي ذلك كل من سيرتدي قميص الهلال في مباراة اليوم تحت أنظار القارة أجمع، المجد للأقوياء الذي لا يضعون الخسارة في قاموسهم ولا يرون سوى الفوز، الفوز فقط.