حين تعاقدوا معه كان فريقهم لا يعرف طريقاً حقاً إلى الفرح، كان ينتصر أحياناً لكنه كان يخسر حين يكون الانتصار واجباً، ولا يفوز إلا حين يأتي الفوز طريقاً إلى خسارة مدوية، خسروا قبله النهائي القاري وفرصة التعويض بكأس ولي العهد أو حتى المنافسة على الدوري، لكن كثيراً من ذلك تغير بعد وصول اليوناني دونيس، لذلك بدا تجديد إدارة الهلال لعقده خياراً لا بديل عنه. المدرب المغمور المقلق من ناحية التاريخ تحول سريعاً إلى جزء من ثقافة الانتصار «الأزرق»، فبعد أن درب الفريق في 21 مباراة، نجح في أهم ما فشل فيه سابقوه فحقق كل المتاح، ولم يخسر مما كان بين الأيادي شيئاً. في 21 مباراة قاد دونيس الهلال إلى دور الثمانية الآسيوي بعد أن غادرت البطولة ذاتها كل الفرق السعودية، وعلى رأسها بطل الدوري النصر ووصيفه الأهلي، وعلى رغم أنه خسر من الغريم النصر في «دربي» الدور الثاني، إلا أنه لم يكن حينها منافساً على لقب البطولة، قبل أن يعود ليحقق ومن أمام الخصم ذاته بطولة كأس الملك في آخر مباريات الموسم الحالي، ليقطع صيام «الأزرق» عن الذهب طوال الموسمين الماضيين. «دونيس ما فيه أحد زيه»، هكذا يصف حارس الهلال خالد شراحيلي مدربه في حديثه ل«الحياة»، أما جملة «مدرب عادل ومحبوب» فكانت وصف رئيس الهلال السابق للمدرب اليوناني، تعامل اللاعبين كافة مع المدرب يقول الكلام ذاته، حتى طريقة احتفالهم بالأهداف أيضاً. مع الهلال لم يخسر دونيس أكثر من ثلاث مباريات، لكنه بين المباريات الثلاث لم يخسر فرصة المنافسة على أية بطولة، إذ لم تكن أي من تلك المباريات مؤثرة في مشوار الفريق، إذ كان خسر أول مباراة له مع الفريق أمام السد القطري في دوري المجموعات من دوري أبطال آسيا، لكنه عاد ليتأهل بصدارة المجموعة، بعدها خسر ال«دربي» أمام النصر في الدوري بهدف نظيف، وعلى رغم ما أعقب المباراة من انفعال إلا أن دونيس كان هادئاً لأنه وبعيداً عن ردود الفعل الجماهيرية كان يعرف أن لا ناقة لفريقه ولا جمل في الدوري، وأن المباراة لا تملك أكثر من قيمتها الجماهيرية بالنسبة لفريقه، في الثالثة خسر اليوناني من بيروزي الإيراني في الذهاب بهدف نظيف قبل أن يخرج ليقول بأن المباراة لو أعيدت عشر مرات ما كان لمضيفهم أن ينتصر، وهو ما أثبته عملياً حين سحق الفريق الإيراني بثلاثية نظيفة. وإن كان الحديث عن الانتصارات الكبيرة فدونيس نجح في تجاوز النصر في نهائي كأس الملك، وخصومه الآسيويون كافة إما ذهاباً أو إياباً، إضافة إلى رابع الدوري الاتحاد مرتين في الكلاسيكو الشهير مرة بثلاثية ومرة برباعية. وخارج الملعب يبدو دونيس هادئاً دائماً، وباستثناء الفرحة الهستيرية بهدف مدافعه محمد جحفلي في نهائي كأس الملك، إلا أنه كان دائماً واثقاً من قدرات لاعبيه، وهو ما أكده مدير الفريق فهد المفرج حين سئل عن أسباب صمت المدرب في مباراة نصف نهائي كأس الملك أمام الاتحاد، التي كسبها «الأزرق» بأربعة، فرد قائلاً: «دونيس ينتظر الفوز بالكأس لا بلوغ النهائي»، وتحقق له ما أراد. شخصية المدرب الواثق من قدرته الفنية وقدرات عناصر فريقه كافة تجلت في إصرار دونيس على إبعاد ناصر الشمراني عن مباراة الاتحاد المهمة، وعلى رغم عجز المدربين الهلاليين كافة عن إبعاد الشمراني حتى في أسوأ الظروف، أصر دونيس على رأيه وأبقاه على دكة البدلاء، ما أسهم في رفع ثقة بديله يوسف السالم في إمكاناته ليستعيد الكثير من قدراته الفنية.