أكد خبراء في الشأن الدولي أن إيران ليست سوى نمر من ورق، مشددين على أن الدول العربية قادرة على ردع نظام الملالي، ووقف تدخلات طهران لنشر الفوضى في المنطقة، وقال د. محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة: إن موقف أميركا بالنسبة لإيران يعتبر ثابتاً، وهو موقف جيد ويحمد ويحسب للأميركيين بيان البيت الأبيض. وأكد حسين أن إيران نمر من ورق، والدول العربية لديها القدرة الكاملة للتصدي لها وردعها وإيقافها عند حدها بالمال والسلاح والرجال، كما أن القيادة السعودية لديها الشجاعة لمحاربة الفساد وتأمين المملكة داخلياً وخارجياً، إنما مطلوب مضاعفة الجهد للم الشمل العربي. وقال حسين في تصريحات ل"الرياض": "كلنا فداء المملكة، ولابد أن يتفق العرب مع بعضهم لردع إيران، وأن يتم حل الخلافات داخل البيت العربي دون تدخلات خارجية". وأشار اللواء حسام سويلم، مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق، إلى أن الدعم الإيراني ل"حزب الله" والحوثيين والحشد الشعبي معلومة معروفة للجميع وليست جديدة، وبالتالي ما أعلنته أميركا أمر معروف للعالم كله، ولكن الجديد هو أنه بعد سقوط الصواريخ الإيرانية - التي أطلقتها جماعة الحوثي- على الأراضي السعودية وتهديد العاصمة الرياض يعتبر ذلك نوعاً من أنواع إعلان الحرب، وهذا يستتبعه رد سعودي على إيران نفسها وليس على الحوثيين. وقال سويلم: إنه في وسط كل ذلك جاءت عملية استقالة الحريري في لبنان، لأن استقالة الحريري معناها أن المملكة لن تعترف بحكومة يمثل فيها "حزب الله"، وهذا يعطي الإيحاء بأن العملية ستتصاعد في منطقة البحر الأحمر. وشدد السفير ناجي الغطريفي، خبير العلاقات الدولية ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن المملكة وأميركا الآن يشكلان جبهة تعمل على التصدي لكل أشكال العنف العشوائي واستخدام الدين من أجل زعزعة الأمن على مستوى العالم، ولأن هناك ممارسات لإيران بها نوع من البلطجة السياسية المسلحة، قررت أميركا مع حلفائها أنه لا مكانة للعنف واستغلال الدين في أغراض سياسية. وأوضح الغطريفي ل"الرياض" أن ما يجري الآن في لبنان سيكون شاهداً على تحولات جذرية في الاتجاه الذي تحدث عنه، وخاصة أن "حزب الله" أصبح الجماعة الأكثر خطورة في عالمنا الإسلامي. وقال اللواء محمود منصور، وكيل جهاز المخابرات المصرية السابق: إن السلوك الإرهابي الإيراني واضح للجميع ونمتلك الأدلة عليه، ولكن يجب أن نضع نصب أعيننا أن نصرنا على خصومنا لن يتحقق إلا بالعمل العربي المشترك الذي يجعل الآخرين يتنبهون إلى حجمنا وقدرتنا الجماعية فيرتدعون داخل بلادهم ونتعافى من شرورهم. وبخصوص ما يجب أن تفعله الولاياتالمتحدة الأميركية لردع إيران، قال منصور إن عليها التعاون الجدي في إنهاء الصراعات القائمة على الأرض السورية، ثم تحقيق المساندة الفعلية للحكومة العراقية لبدء سيطرتها على كامل الأراضي العراقية، ثم المشاركة الجادة والفعلية في منع نقل الإرهابيين الدواعش من العراق وسورية إلى ليبيا، ثم مساندة القوات العربية في منع وصول أي إمدادات إيرانية إلى الحوثيين في اليمن من خلال القواعد الأميركية في المنطقة والقوات البحرية التي من المفترض أن لها السيطرة على البحار المحيطة بالمنطقة، بالإضافة إلى إزاحة العصابة الإرهابية الموجودة في قطر وتحقيق أماني الشعب القطري في تولي شخص مرغوب من الشعب. أما عن العرب، فأكد منصور أن عليهم العمل والتنسيق المشترك في استخدام المعلومات من جميع أجهزة الأمن العربية واستخدام قدرات الدبلوماسية العربية المتعاونة، والاستمرار في إجراءات تفيد القوة العسكرية العربية حتى تكون قادرة على الحركة السريعة إلى الأماكن التي تحتاج إلى دعم عربي في الوقت الملائم. وأدان البيت الأبيض الهجمات الصاروخية التي تشنها جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، على المملكة العربية السعودية، وأكد أنها تهدد الأمن الإقليمي وتقوض الجهود الرامية لوقف الصراع. وقال البيت الأبيض في بيان له الأربعاء: إن هجمات الحوثيين الصاروخية على المملكة العربية السعودية، والتي يتيح الحرس الثوري الإيراني تنفيذها، تهدد الأمن الإقليمي وتقوض مساعي الأممالمتحدة للتفاوض على نهاية للصراع. وأوضح بيان البيت الأبيض أن هذه الأنظمة الصاروخية لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع، ودعا البيت الأبيض الأممالمتحدة إلى إجراء فحص دقيق للأدلة على أن النظام الإيراني يطيل أمد الحرب في اليمن من أجل المضي في طموحاته الإقليمية. وأكدت الولاياتالمتحدة الأميركية أنها ستواصل العمل مع شركاء آخرين -يشاركونها نفس أسلوب التفكير- للرد على مثل هذه الهجمات وفضح ما وصفه بالأنشطة الإيرانية المزعزعة لاستقرار المنطقة. وتعليقاً على إطلاق مليشيات الحوثي الانقلابية صاروخًا اعترضته المضادات السعودية قرب مطار الرياض الدولي، أدانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي، انتهاكات إيران مؤكدة أن نظام طهران يؤكد من جديد ازدراءه الكامل لالتزاماته الدولية. وطالبت هايلي مَن لديه معلومات بنقلها لتحميل إيران مسؤولية دعمها العنف والإرهاب في المنطقة والعالم، وبيّنت أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالقيام بكل شيء للتصدي لأعمال إيران المزعزعة للاستقرار، ولن تغض النظر عن انتهاكات طهران الخطيرة.