كثيراً ما نسمع هذا المصطلح الجميل الوطني والذي يشعرك بالمسؤولية والاهتمام تجاه وطنك، وفي حقيقة الأمر نحن بحاجة له ليس كمسمى فقط بل نحتاجه واقعاً ملموساً بين أوساط الناس لكي نطلقه على من يستحقه بأنه رجل دولة. إن رجل الدولة هو ذاك الذي ينطلق من مبادئه وضميره الحي السليم ليترجم ذلك بانتماء صادقٍ لوطنه. حباً وتضحيةً وإخلاصاً ليقدم الغالي والنفيس في سبيله ومحافظاً على ممتلكاته ومقدراته وواقفاً صفاً واحداً مع قيادته وولاة أمره. هو ذلكم الرجل الذي يقف مع الناس من مكان عمله مرشداً ومساعداً وميسراً وخادماً لهم منطلقاً من مسؤوليته الوظيفية تجاههم ولا يدخر وسعاً في خدمتهم. هو ذالكم الرجل الذي يطرد الفساد من ذاته ويكافحه في غيره ويشيع في وسطه كره الفساد والمفسدين، رجال الدولة هم رجالٌ يحملون الهّم ويقدِّرون المسؤولية ويعملون بجد واجتهاد وإخلاص ليرفعوا من شأن وطنهم ومواطنيهم، وعليه فينبغي أن يسعى المجتمع بكافة شرائحه أن يكونوا رجال دولة، فهم السد المنيع لأي معتدٍ على تراب هذا الوطن ومقدراته واقتصاده. وإن الخطوات المتسارعة التي قامت بها الدولة أيدها الله بتوجيهات كريمة جليلة عظيمة من لدن مقام والد الجميع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان "حفظهم الله"، كرّست هذا المفهوم وحثّت الجميع على أن يمتطي فرس التصحيح والمراجعة، وأن يدرك نفسه ليكون ممن يستحقون لقب رجال دولة. لقد ضربت الدولة أيدها الله بما أعطاها الله من قوة وسداد رأي وحكمة مفاصل الفساد والمفسدين الذين سمحوا لأهوائهم وشهواتهم أن تميل بهم نحو مصالحهم الشخصية ومآربهم الخاصة متمردين بذلك على حق الدولة وحق الشعب وعلى مقدرات الوطن. ومنذ تولي والدنا خادم الحرمين الشريفين، وملامح سياسته الداخلية والخارجية تتجلى في الحزم والعزم فكثيراً ما يتحدث عن إقامة العدل بين الناس، وأن الأبواب مفتوحة لكل مواطن يدعي حقاً على أحد "كائناً من كان" حتى على نفسه مما يشير إلى منهجيته "حفظه الله" في نشر مفاهيم المواطنة الحقة، وإننا في هذا البلد يجب أن نكون رجال دولة كي يحصل الجميع على حظوظ متكافئة. إن تحرير مصطلح "رجل الدولة" حري بالتحقيق والدراسة، وتربية أجيالنا عليه ضرورة وطنية ملحة في جميع مراحل التعليم لنجني ثمارها سوياً، ويتحول سلوكاً على أرض واقع مملكتنا الغالية، وهو المعنى الوطني الجميل الذي يرتبط بعلاقة وثيقة فيما تنشده "رؤية السعودية 2030"، متمنياً لبلادي وقيادتها ومواطنيها الخير والسعادة وأن ننافس ب"رجال دولة" بأن يكونوا محل نظر وإعجاب واقتداء للعالم بأسره.