أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. خالد الغامدي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعتة واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام: إن رسوخ عقيدة الإيمان بالقدر والرضا بالقضاء في القلوب يزيل ما فيها من آفات الهم والحزن والقلق والخوف من المستقبل ويهذب النفوس المخلصة فلا تحسد أحداً على ما آتاه الله من فضله، ولا تحمل الحقد والغل، ولا تتكبر على أحد ولا تتطلع إلى مالم يؤتها الله، ولا تنافس في متاعٍ زائلٍ وسراب بائد، ويوم أن كانت هذه العقيدة الربانية راسخه في قلوب الصحابة والسلف الصالح، سادوا الدنيا وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها، ويوم أن ضعف أثر هذه العقيدة في نفوس كثير من المسلمين، وما دخلها من جدل عقيم وتصورات خاطئة وانحرافات ما زالت الأمة في انحدار وتراجع وضعف، إن القدر نظام التوحيد، وسر الله في خلقه، والدخول في مسائل القدر مما اختص الله به وحجب علمها عن خلقه يؤدي بالعبد إلى هاوية كبرى في مسالك الحيرة والشك والإلحاد، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا" أي لا تخوضوا في مسائل لا تعنيكم ودقائق لا تدركونها، وعليكم بالتسليم والرضا المطلق لله ولحكمته الباهرة في أقداره، لأن العبد ضعيف يعجز عن إدراك أسرار أقدار الله وأفعاله، وأكد فضيلتة أن الله سبحانه بحكمته جعل لكل شيء سبباً يتوصل به العبد إلى قدر الله الذي قدره له، ويوافق أقدار الله بأقدار الله، وقد تقرر أن ترك الأسباب قدح في الشرع ونقص في العقل ولذلك أمر النبي بالعمل، واتخاذ الأسباب المادية والمعنوية وقال: " اعملوا ولا تتكلوا فكل ميسر لما خلقه له ". من جهة أخرى شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. صلاح بن محمد البدير -في خطبة الجمعة- على حرمة التعدي على غير المسلمين في بلدانهم وخيانتهم، مؤكداً أن من دخل منا معاشر المسلمين بلاد غير المسلمين بعهد وأمان منهم وهي التأشيرة التي تعطى له ليتمكن من دخول بلادهم حرمت عليه خيانتهم وسرقتهم، والاعتداء على أمنهم وأنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم، ومن سرق منهم شيئاً وجب رده إلى أربابه لأنه مال معصوم، لذا لما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، أمر علياً أن يرد الودائع التي كانت عنده لقريش، والإسلام يأمر بالوفاء بالعهود والصدق في المعاملة وينهى عن الغدر والخيانة والعدوان، وقال: إن كل مال يباع ويبتاع تمتد إليه الأطماع وتشرئب له الأعناق وترنو إليه عيون اللصوص والسراق، والسارق الفاسق يلتمس الغرّة ويلمح الغفلة، ويرصد ويلاحظ متى غفل الحراس والحفاظ والنظار والملاك عن أموالهم، وثب عليها بالخفاء والاستتار، ولا يتسور البيوت الحصينة ويهتك الحروز المنيعة ويكسر الأغلاق والأقفال الوثيقة ويبط الجيوب ويشق الأكمام ويسرق التمور والزروع والثمار من حيطانها إلا فاسق شنير شرير، ولص خائن مخادع مخاتل خبيث ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ ". وتابع: إذا تاب السارق من سرقته وجريمته تاب الله عليه، فيما بينه وبينه، وأما أموال الناس فلابد من ردها إليهم فإن كان المسروق باقياً بحوزته لزمه أن يرده إلى صاحبه، أو بدله أو قيمته وثمنه أو بالاستحلال منه.