يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، منتدى تطوير العمل الإنساني الدولي، وذلك خلال الفترة من 8 - 10 جمادى الآخرة عام 1439ه الموافق 24 - 26 من شهر فبراير عام 2018م بالرياض. أعلن ذلك المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة،خلال افتتاحه اللقاء الإنساني رفيع المستوى لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن وذلك في فندق الانتركونتيننتا بالرياض بحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الإغاثي والإنساني في العالم. ورحب الدكتور الربيعة خلال كلمته بالحضور، وقال: إن هذا اللقاء يؤكد ما توليه المملكة حكومة وشعباً من اهتمام تجاه شعب اليمن الشقيق، حيث تربط الشعبين روابط الجوار والأخوة واللغة، والعلاقات الأسرية والاقتصادية المتينة القائمة على الاحترام المتبادل والتي هي في تزايد على مّر التاريخ، فليس من المستغرب أن تكون المملكة في مقدمة دول العالم دعماً للشعب اليمني بكافة مناطقه وفئاته وطوائفه، فقد وصلت التكلفة الإجمالية للمساعدات التي قدمتها المملكة خلال عامين ونصف مضت ما يقارب مبلغ (27, 8) مليارات دولار أميركي. وأوضح معاليه أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذ 161 مشروعاً في كافة مناطق اليمن بمشاركة 85 شريكاً أممياً ودولياً ومحلياً، شملت الأمن الغذائي، والتغذية، والإيواء، والصحة، والدعم المجتمعي، وغيرها من المشروعات، مشدداً على أن المركز أولى عناية واهتماماً كبيرين بالبرامج الموجهة للمرأة والطفل، حيث نفذ 68 برنامجاً للمرأة، و80 برنامجاً للطفل. وأضاف: استجابت المملكة لدعوة الحكومة الشرعية باليمن لإعادة الشرعية التي اختارها الشعب اليمني، وفي ضوء قرارات الأممالمتحدة ومنها القرار رقم (2216)، والمبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، موضحاً أن معاناة الشعب اليمني مع المليشيات الانقلابية ليست وليدة اليوم، فهي ليست بجديدة حيث كان الشعب اليمني الشقيق يعاني من تمردهم على الحكومة اليمنية مُنذ زمن بعيد، وما حدث مؤخراً جاء ليؤكد التدخل الذي تسعى من خلاله إيران لخلق نماذج لجماعات إرهابية على شاكلة القاعدة وداعش. وبين معاليه أن المركز يؤكد أهمية الرقابة والتقييم، وقال: من هذا المنطلق فإنه يجب علينا تعزيز بناء تقارير محايدة تضمن جودة العمل وتمنع التجاوز والتحايل، مضيفاً أن جميع القوانين الأممية والحقوقية تحرم وتجرم استخدام الأطفال كأدوات حرب أو إقحامهم كدروع بشرية، ولقد قامت المليشيات الانقلابية بتجنيد ما يزيد على (000, 20) طفل يمني بريء وفق تقارير الهيئات الحقوقية، ونحن إذ ندين هذا العمل المشين، يجب علينا التحرك العاجل لإيقافه وإدانته ومحاسبة كل من قام بخرق حقوق الطفل اليمني والدفع به إلى الضياع، وندعو الجميع أن يشاركوا المركز في دعم برامج إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال من خلال إعداد وتنفيذ مشروعات تؤهلهم نفسياً، وعلمياً، واجتماعياً، وأسرياً، ويتولى المركز حالياً إكمال تأهيل (2000) ألفي طفل، ويسعده تعاونكم لتأهيل جميع أطفال اليمن الذين سُلبوا حريتهم. ومضى يقول: أنتهز هذا التجمع الإنساني لأمد يدي في يدكم آملاً أن يتمخض عن هذا اللقاء توصيات تدعم جهود الحكومة الشرعية في اليمن للقيام بدورها الإنساني، كما أدعوكم إلى تحقيق اللا مركزية في العمل الإنساني بعيداً عن الاعتماد على مدينة واحدة لمقر مكاتبكم في اليمن. واستطرد يقول: يُسعد المملكة أن تعرض ميناء جازان إضافة إلى المعابر البرية لتسهيل تلك المهمة تأكيداً على اهتمامها وحرصها على دعم وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق اليمن. كما ويجب علينا تبني مزيد من المشروعات الموجهة للمرأة والطفل. ثم قدم الدكتور الربيعة عرضاً مرئياً عن المركز والمشروعات الإغاثية والإنسانية التي قدمها لليمن والصعوبات التي واجهت إيصال تلك المساعدات وعرض أرقام حقيقية عن واقع المساعدات الإيجابية التي قدمتها السعودية مساعدة للأشقاء اليمنيين. من جهته ألقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني الدكتور عبدالملك المخلافي كلمة عبّر خلالها عن سعادته بالحضور والمشاركة في هذا اللقاء المهم الذي يأتي في هذه المرحلة الصعبة على الشعب اليمني وتحدث عن بعض التحديات التي تصعب العمل الإنساني ومنها استمرار الحرب ضد المليشيات الحوثية التي فرضت الحرب على الشرعية والشعب اليمني، داعياً المانحين والمنظمات الدولية للتمويل. من جانبه عبّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك عن سعادته ومشاركته بهذا اللقاء الإنساني رفيع المستوى الذي يهتم باليمن وشعبه وقال: مسرورون بالمساعدات التي تقدمها الدول المانحة ونعمل على تحسين الوضع الصحي والتعليم، ولدينا تفاهم مشترك بالقضايا الإنسانية باليمن، متطلعاً إلى مزيد من التنسيق مع الجهات ذات العلاقة. عقب ذلك ألقى المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات والحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية كريستوس ستيليا نيدس كلمة شكر فيها المركز على الدعوه لهذا اللقاء المهم مبينا أن الوضع في اليمن في غاية الصعوبة. وأشار أن الاتحاد الأوروبي يتابع الأوضاع الإنسانية في اليمن، متطلعاً إلى مزيد من التعاون المشترك في التحديات التي تواجهها الحكومة اليمنية. ثم ألقى قائد العمليات المدنية في قوات التحالف اللواء عبدالله الحبابي كلمة أكد فيها أن هذا اللقاء الذي يشارك به هو خدمة للإنسانية في ظل بيئة معقدة وصلت فيها المليشيات لمستويات انتهاك القانون الدولي. وقال: لا يوجد دولة في العالم وفرت مساعدات لليمن مثل المملكة العربية السعودية حيث أوفت بالتزاماتها وساعدت جميع القطاعات وهي لا تميز في تقديم ذلك للمحتاجين، وقدمت التصاريح اللازمة لإدخال المساعدات لليمن، وتعد المملكة أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية لليمن الشقيق، مشيراً إلى أن المركز كثف جهوده الإنسانية في العمل الإغاثي والإنساني في اليمن . وأضاف: يتم تهديد المملكة واستهدافها من قبل المليشيات الحوثية كما أن المليشيات تهدد الأطفال وتشردهم بدعم من إيران وتجندهم وتستخدمهم في ساحات القتال. وأكد سعي التحالف لإيجاد بيئة ملائمة لإيصال المساعدات وتجاوز الصعوبات وقال: هي مهمة نبيلة ستدفع للوصول إلى حل دائم وسلام. واتفق المجتمعون على تعزيز العمل الإنساني في اليمن، باعتماد اللا مركزية في العمل الإنساني بتواجد مكاتب الأممالمتحدة في جميع مناطق اليمن وبالحيادية دون تمييز. وأجمعوا على أن يكون لدى الحكومة اليمنية الشرعية القدرة على الحصول على الدخل المالي من موارد اليمن،وتناولوا أهمية فتح المعابر البرية والبحرية والاستفادة منها ودعم مبادرة المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الخاصة بميناء الحديدة. وطالبوا بمحاسبة كل من يعيق دخول المساعدات الإنسانية وركزوا على أهمية تقييم الاحتياج الإنساني، متفقين على أهمية دعم برامج المتابعة والرقابة، كما أعربوا عن أهمية التنسيق في العمل الإنساني، حيث أوضح الربيعة استعداد المركز لتنسيق نشاطات العمل الإنساني في اليمن.