أعلنت المملكة تبرعها ب 150 مليون دولار، لدعم مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن، لتُضافَ إلى 100 مليون دولار خُصِّصَت للمركز في مطلع 2017. وأوضح المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على المركز، الدكتور عبدالله الربيعة، أن "تلك التبرعات تأتي ضمن المساعدات الإنسانية والتنموية التي التزمت المملكة بها، بمبلغ 8.2 مليارات دولار أمريكي منذ إبريل 2015 حتى تاريخه". وأكد، في كلمةٍ للمملكة أمس في جنيف خلال مؤتمر المانحين المخصص لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2017، عدم تفرقة المملكة، في برامجها الإنسانية والإنسانية، بين فئات وأطياف ومناطق اليمن، مستشهداً بحملة الأمل "التي هي خير دليل على ما توليه المملكة تجاه دعم الشعب اليمني الشقيق من خلال تلبية رغباته". وأشار المشرف العام على المركز إلى حرص المملكة على دعم نداءات الأممالمتحدة الخاصة باليمن. وأبان أنها "تبنت النداء الأول كاملاً بمبلغ 274 مليون دولار، كما أنها في مقدمة الدول الداعمة لليمن وشعبه في هذه الأزمة التي يعاني فيها اليمنيون ظروفاً إنسانيةً صعبة جرّاء الحصار والسلب واحتجاز السفن الإغاثية من قِبَل الميليشيات المسلحة"، متهماً الأخيرة بأنها "لم تكتفِ بنهب الشرعية التي اختارها الشعب اليمني، بل تعدت ذلك إلى منع ونهب الغذاء والدواء خلافاً لكل القوانين الإنسانية". وذكّر الربيعة بدأب المملكة، منذ توحيدها على يدي المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله-، على مد جسور الدعم والمساندة إلى المجتمعات والدول المحتاجة. وتابع أن "(المملكة) أصبحت في مقدمة الداعمين للعمل الإنساني والتنموي على مستوى العالم، حيث حظِي اليمن بجزء وافر من هذا الدعم على مر التاريخ، تأكيداً للروابط العريقة بين شعبي المملكة واليمن". وأبرز الربيعة، في كلمته، الدور النبيل للمملكة تجاه اليمن من خلال تطبيق قرارات الأممالمتحدة، ورغبة الحكومة اليمنية الشرعية، والمبادرات الخليجية، ومؤتمر الحوار الوطني اليمني. وبعد تعبيره عن التقدير للشراكة مع جميع منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية؛ تطلّع المشرف العام لمركز الملك سلمان إلى "سرعة التنفيذ واستخدام جميع الحلول اللوجستية المتاحة، والوجود والتوازن في جميع مناطق اليمن للتخفيف من معاناة شعبه". إلى ذلك؛ ناقش الربيعة والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، عدداً من البرامج المشتركة بين الجانبين في اليمن وسوريا. وبحثا، خلال لقاءٍ أمس في جنيف، آلية الدعم المُثلَى لرفع معاناة الشعوب المحتاجة. واستمع بيسلي إلى شرحٍ عما يقدمه مركز الملك سلمان من خدمات إغاثية وإنسانية لعددٍ من الدول المنكوبة، فضلاً عن البرامج التي نفذها في اليمن. بدوره؛ أثنى المدير التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، أنتوني ليك، على ما تقدمه حكومة المملكة في الجانبين الإغاثي والإنساني على مستوى العالم. وأطلَع الربيعة ليك، خلال لقاءٍ أمس في المدينة السويسرية، على جهود مركز الملك سلمان خصوصاً تجاه اليمن، بما في ذلك البرامج الموقّعة مع "يونيسيف" لحماية الطفل، ودعم الاندماج والتعليم، والتدخل في حالات الطوارئ، والإمداد والخدمات اللوجستية، وجوانب أخرى. وناقش الجانبان عدداً من مواضيع العمل الإنساني، خصوصاً تعليم الأطفال ودعم الرعاية الصحية، وتطلّعا إلى توسيع آفاق التعاون وتبادل الخبرات. إلى ذلك؛ أعرب رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، عن تقديره للمملكة على المساعدات التي قدمتها لبلاده ووصلت إلى كافة مناطقها، بما فيها صعدة وصنعاء والحديدة وعمران وذمار. وأشار، في كلمةٍ خلال اجتماع "الاستجابة الإنسانية"، إلى ما تشهده تلك المناطق من حالات دعم وإغاثة مباشرة، تقدمها المملكة، دون انقطاع. ولفت ابن دغر إلى تحمّل المملكة العبء الأكبر في حجم المساعدات التي وصلت إلى بلاده، متهماً الانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح) بالاستيلاء على نحو 581 مليار ريال يمني، العام الماضي، من فرع البنك المركزي في صنعاء وإنفاقها على الحرب.