نعم السعوديّون اليوم هم سادة المشهد الإلكتروني العربي والحاضرون بحيويّة في المشهد العالمي كما تكشف الأرقام والتقارير المتخصّصة. وتأكيداً لذلك تفيد إحصاءات الشبكات الاجتماعيّة أن السعوديين يحتلون نسبة التفاعل الأولى على مستوى العالم مقارنة مع عدد السكان، وعلى مستوى العالم العربي يأتي السعوديون في المرتبة الأولى من حيث عدد الحسابات على شبكة تويتر إذ يديرون أكثر من 40 % من حسابات تويتر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي آخر الأرقام الرسميّة بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة قرابة 24 مليون مستخدم ولا غرابة إذ تبلغ نسبة الانتشار لخدمات الاتصالات المتنقلة حوالي 150 % من إجمالي سكان المملكة الشابة. ويكشف تقرير وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (نهاية 2016) أن المملكة جاءت في المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً في استخدامات موقع التواصل "سناب شات" تليها منصات واتساب وفيس بوك. وتنعكس هذه الأرقام الضخمة بوضوح على نشاط الشبكات الاجتماعيّة وبخاصة تويتر إذ غالباً ما تحتلّ الوسوم "الهاشتقات" السعوديّة على منصّته "الترند" العالمي معظم أيام الأسبوع. وفي سياق آخر كشفت مصادر "يوتيوب" أن السعوديين (عام 2015) شكلوا أكبر مستهلكي محتوى موقع يوتيوب، بواقع 90 مليون مشاهدة يومياً، كما أن 96 % من مستخدمي شبكة الإنترنت في السعوديّة يستخدمون يوتيوب، وكانت النتيجة وجود ثمانية سعوديين بين أشهر 10 قنوات يوتيوب في العالم العربي. وقبل ذلك ساهمت الإنترنت السعوديّة منذ بداية الألفيّة في تغذية المحتوى العربي وجعل اللغة العربيّة حاضرة بقوة في المشهد العالمي، وكانت المواقع السعوديّة تنمو بشكل متسارع تبعاً لتنامي عدد المستخدمين والاستثمار الحكومي الواسع في الخدمات الإلكترونيّة والمحتوى الرقمي العربي. وتأسيساً على هذه المؤشرات تأتي المسؤوليّة الحضاريّة والثقافيّة للمجتمع السعودي الذي حمل راية الريادة في التقنية العربيّة، وجعل لغة الضاد وحلولها التقنية فرضاً واجباً على كبريات شركات التقنية ومطوري التطبيقات الذكيّة في معظم المجالات. ونحن أيضاً حينما نورد هذه الأرقام فليس ذلك من باب الفخر -وحق لنا أن نفخر- ولكن لنتذاكر ونتذكر أن محتوى وسائط التقنية لا يموت ولا يفنى بل تكتنزه آلاف المخازن الإلكترونيّة في طول العالم وعرضه. ولهذا فإن أهم ما يمكن أن نقرأه من إيراد مثل هذه الوقفات هو التواصي على استشعار تبعات هذا الدور التاريخي الذي نمسك بقيادته عربياً في عالم التقنية. * قال ومضى: إِذَا رَفَعَت قَامَةَ السُّؤَالِ تَبَاشَرتْ بِهَا وَبِكَ هَامَّاتُ كُلِّ الأَجْوِبَة..