الملتحمة ذلك الغشاء الشفاف الذي يغطي بياض العين ويبطن الجفون من الداخل، والتهاب الملتحمة هو تهيج أو عدوى تصيب ملتحمة العين، ويسمى التهاب الملتحمة بالعين الوردية؛ وذلك بسبب توسع الأوعية الدموية الموجودة بالملتحمة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ظهور العين باللون الأحمر أو الوردي. وتتعدد أسباب التهاب الملتحمة، من أهمها هو أن تتعرض العين لبعض أنواع البكتيريا أو الفيروسات، ومن الأسباب أيضاً الحساسية لبعض المواد أو العوامل البيئية مثل مواد التجميل والغبار وبعض الأدوية ومحاليل العدسات اللاصقة والدخان ولقاح النباتات أو التغيرات الجوية، كما أن من أسباب التهاب الملتحمة التعرض المباشر لبعض المواد الكيميائية الحارقة كالأحماض أو القلويات مثل بطاريات السيارات، وكذلك دخول أجسام غريبة إلى العين، وأخيراً هناك العدوى المباشرة من عين لأخرى أو من شخص لآخر. وتختلف أعراض التهاب الملتحمة حسب العامل المسبب للالتهاب وهي تظهر على شكل احمرار العين وظهورها باللون الوردي، واحمرار وتورم منطقة الجفون وما حول العين، ومن الأعراض كذلك الرغبة الشديدة في حك العين مع الشعور بالحرقان، ويعتبر ظهور دموع وإفرازات صديدية أو إفرازات مائية من الأعراض أيضاً، كذلك التصاق الجفون مع بعضها عند الاستيقاظ من النوم صباحاً نتيجة كثرة الإفرازات، والإحساس بوجود جسم غريب داخل العين، والرهاب من الضوء الشديد. ويعتمد علاج التهاب الملتحمة على نوع العامل المسبب للالتهاب وعلى التشخيص السليم ويكون على النحو التالي: الالتهابات البكتيرية، وتعالج باستخدام المضادات الحيوية مثل القطرات والمراهم وعادة ما تزول بسرعة ونادراً ما يكون هناك حاجة لأدوية تؤخذ عن طريق الفم. الالتهابات الفيروسية: وعادة لا تحتاج للعلاج وهي تستمر لفترة أطول (عشرة أيام تقريباً) وتزول من تلقاء نفسها ويُعطى المريض علاجات مساعدة والبعض قد يحتاج إلى قطرات المضادات الفيروسية. وينصح المريض باستعمال الكمادات الباردة للتخفيف من الأعراض والحكة وتقليل الانتفاخ والتورم، وأحياناً يتم وصف قطرات الدموع الصناعية لتخفيف حدة الأعراض. أما عن طرق الوقاية من التهاب الملتحمة فإنه وفي حال الالتهاب الناتج عن البكتيريا والفيروسات حيث عادة ما يكون معدياً لذلك يجب تجنب لمس المريض أو مشاركته باستخدام المناشف أو المكياج أو القطرات لمدة أسبوع إلى أسبوعين من ظهور الأعراض، كما من أهم طرق الوقاية وجوب غسل اليدين دائماً قبل لمس العينين، كما يجب عدم استخدام الأدوية المنتهية الصلاحية، أيضاً وللوقاية فإنه يجب على مستخدمي العدسات اللاصقة الاهتمام بنظافتها جيداً عند كل استخدام كما يجب استبدالها في حالة شفاء العدوى، بينما وفي حالة دخول الأجسام الغريبة ينبغي عدم فرك العين ويُفضل غسلها بماء دافئ نظيف، وينصح المصاب بعدم محاولة إخراج الجسم من تلقاء نفسه، في حين أنه وفي حالة المواد الكيميائية الخطرة يجب غسل العين بالماء لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة قبل الحضور إلى غرفة الإسعاف. قسم طب العيون