تعيش السينما الأميركية فقراً إبداعياً في سنواتها الأخيرة جعل ظهور الأفلام القليلة المميزة محصورا في الأشهر الأخيرة من كل سنة، وهي الفترة التي تُعرف بموسم الجوائز والذي يبدأ في شهر نوفمبر وينتهي بحفل الأوسكار بداية السنة التالية. وفي 2017 يبدو الضعف أوضح حيث لم تقدم أستوديوهات هوليود حتى شهر أكتوبر الجاري أفلاماً ذات قيمة إبداعية عالية باستثناء فيلم "دنكيرك-Dunkirk" لكريستوفر نولان وحفنة أفلام أخرى هي Blade Runner 2049 لدينيس فيلينوف، وَWind River لتايلور شريدان، وَDetroit لكاثرين بيغلو، وَفيلم الرعب المستقل Get Out، وفي ما عداها فإن المستوى العام لسينما 2017 حتى هذه اللحظة يبدو ضعيفاً، وسيأتي الإنقاذ –كما جرت العادة- من أفلام موسم الجوائز التي ستعرض خلال الأشهر الثلاثة المقبلة التي تسبق حفل الأوسكار المقرر إقامته في الرابع من شهر مارس المقبل. وهذه أهم الأفلام التي ستنطلق عروضها قريباً: ستيفن سبيلبرغ وتوم هانكس من جديد يلتقي المخرج ستيفن سبيلبرغ من جديد مع الممثل توم هانكس في دراما تحمل عنوان "The Post" وتدور أحداثها حول محرر صحفي يتعاون مع ناشرة في الكشف عن قضية فساد كبيرة. الفيلم سيعرض في 12 يناير المقبل وتشارك في بطولته الممثلة الكبيرة ميريل ستريب، وهو يستند على القصة الحقيقية للصحفي الشهير بن برادلي مكتشف فضيحة "ووتر غيت". يحمل الفيلم الإمكانات التي تؤهله للمنافسة في موسم الجوائز، من مخرج كبير حائز على أوسكارين لأفضل مخرج عن فيلميه "إنقاذ الجندي رايان" و"قائمة شندلر"، إلى الموضوع المثير الذي يحمل توقيع كاتب السيناريو جوش سينغر الذي فاز قبل سنتين بأوسكار أفضل سيناريو عن فيلم Spotlight. توماس أندرسون يكشف الأسرار اللندنية يعود المخرج المتميز بول توماس أندرسون بفيلمه الجديد Phantom Thread مُكرراً تعاونه مع الممثل داني دي لويس بعد النجاح الساحق لهما قبل عشر سنوات في فيلم "ستكون هناك دماء-There Will Be Blood". في الفيلم الجديد الذي ستنطلق عروضه في 25 ديسمبر المقبل، يؤدي لويس دور مصمم أزياء يغوص في الطبقة اللندنية المخملية في خمسينيات القرن الماضي. الفيلم من إنتاج الأميركية ميغان أليسون صاحبة السجل الممتاز في المنافسة على الأوسكار، حيث لم تغب شركتها "آنابيورا" عن المنافسة منذ العام 2012، مُنتجة منذ ذلك الحين مجموعة من أهم الأفلام الأميركية مثل Zero Dark Thirty وَThe Master وَHer. وودي آلن الحاضر دائماً الضيف الدائم على موسم الجوائز هو المخرج الكبير قدراً وعمراً وودي آلن، حيث يحضر هذا العام بفيلم جديد يحمل عنوان Wonder Wheel ويلعب بطولته جيم بيلوشي وجاستن تيمبرليك وكيت وينسلت. وتدور أحداثه في ذات الأجواء التي يفضلها وودي آلن، العلاقات المضطربة بين الرجل والمرأة، وذلك عبر حكايات متشابكة لشخصيات تعيش على هامش حديقة تقع في كوني آيلاند نهاية الخمسينيات الميلادية. الفيلم سيعرض تجارياً ابتداءً من 30 نوفمبر المقبل، وذلك بعد أن تم عرضه في مهرجان نيويورك السينمائي قبل أسبوع، إلى جانب مهرجانيّ فيينا وريو دي جانيرو. ومن المتوقع أن تسجل كيت وينسلت حضوراً لافتاً في موسم الجوائز عطفاً على الثناء النقدي الذي تحصلت عليه حتى الآن، بأدائها المميز لشخصية الزوجة المكتئبة، والذي شبهه كثير من النقاد بأداء الممثلة الراحلة فيفيان لي في الفيلم الكلاسيكي الشهير "عربة اسمها الرغبة". فرانسيس مكدورماند.. أفضل ممثلة في 10 نوفمبر المقبل ستنطلق عروض الفيلم الدرامي Three Billboards Outside Ebbing, Missouri الذي يروي قصة امرأة تفقد ابنتها في جريمة قتل تم تقييدها ضد مجهول، وتعلن الأم المكلومة احتجاجها على الشرطة بطريقتها الخاصة. الفيلم فاز بجوائز مهمة في مهرجانات تورنتو وفينيسيا وهامبورج، ومن المرجح أن تنافس بطلة الفيلم فرانسيس مكدورماند على جوائز السنة وقد تعزز حضورها في الأوسكار للمرة الثانية بعد فوزها بالأوسكار الأول عام 1996 عن أدائها في فيلم "فارغو". كوميديا على هامش الحرب في هذه الدراما الكوميدية يقدم المخرج ريتشارد لينكليتر حكاية ثلاثة جنود سابقين في الجيش الأميركي يجتمعون لاستقبال جثمان ابن واحد منهم قُتل في العراق عام 2003، ويرفض والده أن يُدفن في مقبرة أرلينغتون الوطنية ويحمل الجثمان في رحلة طويلة إلى مسقط رأسه في ولاية نيوهامبشير. ويلعب أدوار الأصدقاء الثلاثة كل من برايان كرانستون وستيف كارل ولورانس فيشبورن. المخرج ريتشارد لينكليتر نجم متوج دائماً في سباق الأوسكار، وهو صاحب فيلم Boyhood وثلاثية Before الشهيرة. وسبق له الترشح ثلاث مرات لأوسكار أفضل سيناريو ومرة لأوسكار أفضل مخرج. وفي فيلمه الجديد اشترك في الكتابة مع السيناريست الكبير داريل بونيكسان مؤلف فيلم The Last Detail. ألكسندر بين.. محاولة أخيرة رغم مرور فيلم Downsizing على أكثر من مهرجان سينمائي وعدم فوزه بأي جائزة إلا أنه من المرشحين للمنافسة في موسم الجوائز عطفاً على مسيرة مخرجه ألكسندر بين المميزة في السنوات الأخيرة. في هذا الفيلم يروي ألكسندر قصة مليئة بالمفارقات حول محاولات لتقليص حجم البشر وما يترتب على ذلك من تغيرات في سلوكهم وأطماعهم. الفيلم سيعرض في صالات السينما التجارية في 22 ديسمبر المقبل وهو من بطولة مات ديمون. آرون سوركن من الكتابة إلى الإخراج كاتب السيناريو الناجح آرون سوركن الحائز على الأوسكار عام 2010 عن سيناريو فيلم The Social Network، والمؤلف لجملة من الأفلام والمسلسلات الناجحة، يخوض هذه السنة تجربته الإخراجية الأولى مع فيلم Molly's Game الذي سيعرض تجارياً في شهر يناير المقبل. وفي هذا الفيلم الذي كتبه سوركن أيضاً، سرد للقصة الحقيقية للشابة الأميركية مولي بلوم التي أدارت لعبة بوكر لنخبة أثرياء ومشاهير العالم، قبل أن يتم اعتقالها. وتؤدي شخصيتها الممثلة جيسيكا تشاستين إلى جانب الممثل إدريس إلبا. مات ديمون في فيلم Downsizing بول توماس أندرسون وودي آلن ستيفن سبيلبرغ