* هل يوجد فرق بين خوارق الطبيعة Supernatural، وظواهر ما وراء الطبيعة Paranormal؟ .. رغم أن معظم المصادر تستعمل الكلمتين بنفس المعنى، كنت دائما أفهم الأولى كظواهر خارقة لقوانين الطبيعة، والثانية كظواهر يصعب تفسيرها (بحسب) قوانين الطبيعة.. قواميس اللغة العربية لا تفرق بين الكلمتين، ولكنني حين فتحت قاموس ويبستر (للغة الانجليزية) وجدت تعريفا يقارب فهمي للكلمتين.. قال عن الكلمة الأولى (سوبرناترال Supernatural) إنها الشيء الذي يخرج عن نطاق الطبيعة وقدرة الحواس البشرية على رصدها (كالجن والأشباح والسحر والكائنات العلوية)، في حين قال عن الثانية (بارانورمال Paranormal) إنها الشيء الذي لم يتم فهمه أو تفسيره حتى الآن بطريقة علمية (مثل التخاطر والحلم بالمستقبل والثقوب الدودية في الكون).. والحقيقة هي أن معظم الأشياء الخارقة للطبيعة أشياء عجز العلم أيضا عن تفسيرها.. خذ كمثال "الجن" الذي يندرج تحت الظواهر الخارقة (التي لا يمكن الكشف عنها بالحواس الطبيعية) وفي نفس الوقت (لا يمكن تفسيرها أو إثبات وجودها بطريقة علمية).. لهذا السبب أرى أن من حق أي إنسان عدم التصديق بالظواهر الخارقة للطبيعة (التي لا تشعر بها حواسه) حتى يتم إثباتها بطريقة علمية (كما تم إثبات وجود الأثير والميكروبات وحركة الذرات).. لا يمكنك مثلا أن تقنع رجلا صينيا أو روسيا بالإيمان بالجن، ولكنه سيقتنع بوجود الجن في حال استطعنا نحن إثبات وجوده بطريقة علمية أو تقنية (كتصويره مثلا بكاميرات طيفية ذات تردد مناسب).. أنا شخصيا على استعداد للتصديق بكافة الادعاءات الخارقة (من أعمال السحر والشعوذة إلى وجود الأشباح وتلبس الجان) بشرط إثباتها بطريقة علمية.. صحيح أنني كرجل مسلم أؤمن بوجود السحر والجان ولكنني لا أحمل هم إثبات وجودهما كون حواسي البشرية تعجز عن ذلك.. أصدق بوجودهما بفضل النصوص الشرعية ولكنني لا أصدق بقدرة مخلوق بشري على التحكم بهما (ومن يدعي ذلك يسمى دجالا ومشعوذا).. كيف نصدق بقدرة دجال أو مشعوذ يملك حواسا قاصرة مثلنا على فعل ذلك.. لو كان يستطيع التحكم بالجان لأصبح من أغنى الرجال ولسخرهم لفعل ما فعلوه لنبي الله سليمان "مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ".. لو كانوا سحرة بالفعل لحولوا الحبال لثعابين، والجبال لذهب، وطاروا في الهواء، أو اختفوا عن أنظار الشرطة ورجال الهيئة.. أيها السادة؛ يجب أن نفرق بين الخوارق التي لا يمكن إثباتها واختبارها (كالسحر والروح وقبائل الجن)، وبين ظواهر ما وراء الطبيعة التي ما يزال العلم عاجزا عن فهمها وتفسيرها (كحدود الكون، والمطر الأحمر، والأصوات الغامضة في قاع المحيط الهادئ).. العلم الحديث بكل إمكانياته يعترف بفشله في تفسير خوارق كثيرة، وفي المقابل يدعي دجالون جهلة فهمهم لخوارق الطبيعية وقدرتهم على التحكم بها بما في ذلك الجان الذي لم يسخر لأحد بعد النبي سليمان "وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي".. .. والنقطة الأخيرة بالذات دعتني للسخرية منهم في كتاب: من يعرف جنيا يتلبسني..