يتواجدون عند إشارات المرور وعند المساجد ومحطات الوقود وبالقرب من أجهزة الصرف الآلي والصيدليات، إنهم فئة من الناس امتهنت التسول واعتادت عليه وغالبيتهم سليم الجسم ولديه القدرة على العمل أو البيع والشراء ولكنهم آثروا الكسل والاعتماد على الناس وإهدار كرامتهم أمام الآخرين بالتسول، وهو بمثابة الآفة التي ابتليت بها المدن الحديثة ومفتاح لطريق السرقات والانحراف، وكنا نعاني من هذه الظاهرة سابقاً في شهر رمضان ثم يختفي المتسولون، أما الآن فقد أصبحت طوال العام وفي كل وقت. ويمكن تصنيف المتسولين إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول: من ابتلاهم الله بفقد أحد أطرافهم وبالتالي لا يستطيعون العمل وبهذه الطريقة يعتقدون أن لهم الحق بالتسول. النوع الثاني: وهم الأغلبية عبارة عن أطفال ونساء يحملون أطفالاً رضعاً لجذب تعاطف الناس إليهم. النوع الثالث: وهم عبارة عن شباب في كامل صحتهم وأناقتهم يقابلون الناس في الأماكن الراقية والمقاهي والمطارات والفنادق ويوهمونهم بأعذار وحيل خرجت عن سيطرتهم مثل نسيان محفظة النقود أو عدم اكتمال مبلغ معين لتذكرة السفر أو الأجرة أو دفع ثمن البنزين أو شراء دواء معين غالي الثمن الخ.. وجميع هذه الأنواع من التسول والمتسولين لا تعطيهم الحق في امتهان التسول في الأماكن العامة، ويدل على ضعف الثقة بالله تعالى الذي ضمن الأرزاق لجميع خلقه، بل هناك جهات معينة تتولى حاجاتهم في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتوظيفهم ورعايتهم، وغالبية المتسولين هم من الوافدين ومن جنسيات معينة ومعروفة، إذ تبلغ نسبة الوافدين منهم وفقاً لإحصائيات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ما بين ثمانية وسبعين إلى سبعة وثمانين في المئة وهي نسبة عالية، وأهم أسبابها بحسب ما تراه الجهات الأمنية: تزايد أعداد المتسللين عبر الحدود وكثرة المتخلفين عقب أداء مناسك الحج أو العمرة، بالإضافة إلى الظروف الأسرية الصعبة وتعاطف المجتمع مع بعض حالات التسول وخاصة الأطفال والنساء وهم أكثر المتسولين، وغياب الجزاء الرادع وضعف المتابعة والرقابة من قبل حملات مكافحة التسول، ووجود بعض العصابات التي تشرف على المتسولين وتوزعهم عند الإشارات المرورية. إذاً لابد أن يكون هناك جدية في القضاء على هذه الظاهرة من جذورها بتشكيل فريق أو لجنة وتعاون ما بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ممثلة في إدارة مكافحة التسول والجهات الأمنية ذات العلاقة، ومنحهم الدعم المادي والبشري في القبض على كل من يمتهن التسول ويسيء للوطن والمظهر الحضاري له، وفرض عقوبات رادعة تشمل السجن والإبعاد خارج البلاد، ووضع هاتف مجاني لتلقي البلاغات عن أماكن تواجد المتسولين لتتم محاصرتهم والقبض عليهم وتسليمهم للجهات المختصة.