اعتمدت الحضارات في تطورها منذ آلاف السنين على المعرفة، في الوقت الراهن تطور المفهوم لما يعرف ب "صناعة المعرفة"، والذي ساهم بشكل كبير في التقدم التقني والرقمي من خلال استخدام شبكة الإنترنت، والبشرية مقبلة على تطور حضاري وتقني وعلمي كبير، سوف يعتمد على صناعة المعرفة بشكل أساسي. مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومن خلال مشروعاتها العلمية والثقافية والمعرفية ممن يشاركون بناء هذا الوطن من خلال صناعة المعرفة، والتي أصبحت في الوقت الحاضر أولوية ملحة لجميع الدول في بناء تطورها وتقدمها في جميع المجالات. ونرى ذلك واضحاً في الرؤية الوطنية 2030 والتي يؤمل منها أن تقود المملكة إلى أن تصبح دولة حديثة تتكامل فيها الجوانب الثقافية والمعرفية والاقتصادية والأمنية والسياسية بما يحقق الاستقرار والبناء على أسس متينة للدخول في عالم المستقبل. والفهرس العربي الموحد والمكتبة الرقمية العربية جزء من مشروعات صناعة المعرفة والتي تعتز بها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتحقيق الريادة للمملكة العربية السعودية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، هذا المشروع المعرفي يقوم بحصر الثقافة والمعرفة العربية (من خلال ملايين الكتب والمجلات والمراجع والمخطوطات) في قاعدة بيانات واحدة يتقاسم الاستفادة منها جميع المكتبات والجامعات والمراكز العلمية والثقافية على المستوى العالمي. أما المكتبة الرقمية العربية فإنها تساهم في توفير المحتوي الكامل لبعض هذه الكتب بصيغة إلكترونية تمكن الباحثين من الوصول إلى المعرفة بشكل ميسر ومجاني، ويحق لنا أن نفتخر أن بلادنا أصبحت مركزاً لصناعة المعرفة وتقديمها للشعوب الأخرى من خلال ما تقوم به الجامعات والمراكز الثقافية والعلمية من إنتاج معرفي، فيما تقوم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بدورها في صناعة هذه المعرفة من خلال مشروع الفهرس العربي الموحد. نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة *