عرض نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الدكتور عبدالكريم الزيد، جهود المكتبة في ضوء الاستراتيجية الوطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة بحلول عام 1444ه - 2022م في ظل اقتصاد قائم على المعرفة مزدهر ومتنوع المصادر والإمكانيات، مؤكدا أن التحول يتطلب مجموعة من الأنشطة المعرفية التي تركز على التعليم والبحث العلمي والإبداع والابتكار وبناء اقتصاد متجدد ومستمر يستند في أساسه على المعرفة والتقنية. وأوضح الدكتور الزيد أن خطوات التحول إلى مجتمع المعرفة تبدأ باكتساب ونشر المعرفة من خلال التعليم والتدريب، حيث إن المعرفة شكل أساسي من أشكال رأس المال المادي والبشري، ثم نقل المعرفة إلى الآخرين واستيعابها من قبلهم لأن النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي يبنى على تراكم المعرفة وتوظيفها بالشكل المناسب، وأخيراً توليد المعرفة من خلال البحث العلمي والإبداع والابتكار والإسهام المعرفي، فاستخدام التقنيات الحديثة يزيد في عائد الاستثمار، وهذا يؤدي إلى استدامة النمو في المجتمع، بحيث تقوده القدرات البشرية المنتجة التي تساهم في الارتقاء بمكانة المملكة كدولة رائدة اقليمياً ودولياً. وقال الدكتور الزيد: إن المكتبة تقتني (2.5) مليون كتاب ومادة معرفية، وتتميز المكتبة بأن خدماتها المجانية تشمل جميع شرائح المجتمع من الرجال والنساء والأطفال، وقدمت المكتبة لهم برامج التوعية والتثقيف الذاتي وتنمية مهارات البحث والتفكير والإبداع من خلال الأنشطة الثقافية من الندوات والدورات والمحاضرات وورش العمل وغيرها من برامج التثقيف والدعم لأفراد المجتمع، كما أسهمت المكتبة في إنجاز مشاريع علمية وثقافية على الصعيدين المحلي والعالمي مثل: الفهرس العربي الموحد، وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، والمشروع الوطني لدعم القراءة، ونادي كتاب الطفل، والمكتبات المتنقلة، والقراءة في المطارات، والمكتبة الرقمية العربية، كما قامت المكتبة بترجمة ونشر وطباعة مئات الكتب والدراسات، وعملت على اصدار موسوعة شاملة عن مناطق المملكة العربية السعودية تقع في (20) مجلداً. أسهمت المكتبة بإنجاز مشاريع علمية وثقافية على الصعيدين المحلي والعالمي، كجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، والفهرس العربي الموحد وناقش نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ما تضمنته ورقة العمل من جهود واسهامات للمكتبة في التحول إلى مجتمع المعرفة، مبيناً أن المكتبة اعتمدت في رؤيتها وأهدافها نحو بناء مجتمع المعرفة على خطط واستراتيجيات سابقة، تتقاطع وبشكل كبير مع الاستراتيجية الوطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة التي عملت وزارة الاقتصاد والتخطيط على إعدادها، مشيرا إلى أن المكتبة اعتمدت على السياسات الوطنية للعلوم والتقنية ومبادرات التطوير التقني والخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، كما حرصت على تطبيق المعايير الدولية في تنظيم عمل المكتبات العامة، وقامت على تصميم العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تتوجه في أساسها إلى تقديم المعرفة المفيدة للمجتمع مع المحافظة على انتاج المعرفة وتطويرها وتقديمها للمستفيدين والباحثين من خلال الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة المتطورة في حفظ المعلومات وتنظيمها وبثها للمستفيدين عبر قاعات المكتبة المفتوحة على مدار اليوم وطوال أيام الاسبوع، إضافة إلى بوابات المكتبة الالكترونية عبر الانترنت والتي تمكن جميع الباحثين من الوصول إلى مصادر المعرفة في أي مكان في العالم، فضلاً عن الفهارس الآلية عبر الانترنت على الخط المباشر وكذلك الفهرس العربي الموحد وقواعد البيانات التي تتيح أكثر من مليوني كتاب ومادة معرفية، بالإضافة إلى الخدمات عبر الهاتف والفاكس والبريد الالكتروني. مؤكداً أنها قامت بإصدار موسوعة شاملة عن جميع مناطق المملكة تقع في عشرين (مجلداً) تغطي محاور التاريخ والجغرافيا والآثار والاقتصاد والبيئة والحياة الفطرية والعادات والتقاليد، وهي موسوعة موثقة ومصورة وتعتبر اطاراً معرفياً متكاملاً للمملكة العربية السعودية، كما أنشأت المكتبة جائزة عالمية للترجمة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- تهدف إلى دعم جهود الترجمة وتكريم الافراد والمؤسسات التي أسهمت في تعزيز مكانة الترجمة من اللغة العربية وإليها، كما عملت المكتبة على تشغيل الفهرس العربي الموحد والذي يخدم جميع الجامعات والمكتبات العربية والعالمية، بهدف حصر جميع الكتب التي صدرت باللغة العربية وفهرستها وتكشيفها والتعريف بالمكتبات التي تقتنيها، وأنشأت قواعد بيانات متخصصة، مثل قاعدة بيانات عن الملك عبدالعزيز، وقاعدة بيانات الفروسية، وقاعدة بيانات الكتب المترجمة، إضافة إلى جهودها في نشر وترجمة وطباعة الكتب والمراجع وقصص الاطفال، حيث قدمت المكتبة من خلال برنامجها العلمي أكثر من (250) عنوانا من الكتب والدراسات، ونشرت أكثر من (80) من قصص الاطفال العالمية بعد ترجمتها. وحول جهود المكتبة في التحول إلى المجتمع الرقمي والاستفادة من التقنيات الحديثة في الاتصالات، قامت المكتبة بالعمل على تحويل مقتنياتها خاصة الوثائق والمخطوطات والكتب النادرة إلى شكل رقمي، ولدى المكتبة حالياً أكثر من (10) ملايين صفحة رقمية تمثل رصيداً جيداً في المحتوى الرقمي على مستوى المملكة، كما أنشأت بوابة المكتبة على الانترنت والمواقع الالكترونية والتي تشمل جميع مشاريع المكتبة وبرامجها وفهارسها الآلية وتمكن المستفيدين من الدخول إلى المكتبة من خلال الاجهزة اللوحية والاي باد والآي فون، وأنشأت المكتبة الرقمية العربية والتي تسعى إلى توفير أكثر من مليون كتاب عربي كامل النصوص يمكن المستفيدين من قراءة الكتب العربية وتصفحها من أي مكان في العالم، وأتاحت موسوعة المملكة والفهرس العربي الموحد للمستفيدين مجاناً من خلال شبكة الانترنت، فضلاً عن إنشائها لموقع الكتروني عن الحج باللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والاسبانية والفارسية والأردية والروسية والصينية؛ لخدمة معارض الحج الدولية التي تشرف المكتبة على اقامتها في العواصم الدولية.