بمناسبة اليوم العالمي للمعلم استقبل مدير تعليم الأفلاج محمد الزايد المعلم مطلق بن عبدالله العيسى الذي يبلغ من العمر حوالي 90 عاما وسبق أن عمل معلماً بمدارس المحافظة قبل 63 عاماً. وكشف أقدم معلمي الأفلاج أسرار التعليم قبل أكثر من 60 عاماً، عن حرص الطلاب على جني ثمار العلم والمعرفة وتفاني المعلم من أجل إنارة الطريق لأجيال المستقبل وتحمل المعلم أكثر من ثلاثين حصة أسبوعياً. وفي لقاء مع مطلق بن عبدالله العيسى، الذي يبلغ من العمر حوالي 90 عاماً وتنقل بين مدارس المحافظة التي تعلم بها وعلّم فيها الأجيال،كشف الكثير من ذاكرة التعليم في مدارسه الطينية التي عمل بها منذ أكثر من 63 عاماً، وعن بداياته في الدراسة، قال العيسى: "التحقت بالدراسة في أول مدرسة بالأفلاج "مدرسة ليلى" التي افتتحها الأديب المعروف حمد الجاسر الذي كان يعمل معتمد المعارف آنذاك، وعين زيد الفالح مدير المدرسة لها، والبشر معلما بها، ولم يكن بتلك المدرسة إلا هذان المعلمان فقط؛ حيث كانت تفتقر المدرسة للكراسي والسبورة؛ بل كان يوضع تحت المعلم وطلابه فرش عبارة عن "بساط"، وكانت وسائل الشرح للمعلمين "الذريبة" وهي عبارة عن عصي من النخيل يستخدمها المعلم في الشرح وضرب الطلاب لتعليم القرآن فقط؛ حيث لم يكن هناك منهج مدرسي. وأضاف بقوله: "انتقلت مع خالي للحجاز والتحقت بمدرسة الشامية بمكة المكرمة، ثم رجعت للأفلاج ودرست سنة واحدة، ثم انتقلت للمعهد العلمي بالرياض وفور تخرجي توظفت إداريا في وزارة المعارف، وكان الملك فهد رحمه الله، وزيراً لها، وبعد افتتاح مكتب الإشراف بالأفلاج وتعيين معجب الحامد مديراً للمكتب انتقل عملي للأفلاج". وعن تعيينه معلّما بالمؤهل الابتدائي، أضاف: "نظراً لحاجة المدرسة الوحيدة في الأفلاج لمعلم بعد انتقالي لمكتب الإشراف بالأفلاج تم التوجيه بتحويلي من موظف إداري إلى معلم عام 1376ه وكان أول راتب أتقاضاه 440 ريالاً على المرتبة التاسعة"، مبيناً أن المرتبة التاسعة كانت أقل درجة وكانت الترقيات ليست كالوقت الحالي تصاعدية بل تنازلية، فبعد التاسعة تتم الترقية لثامنة وبعد الثامنة السابعة وهكذا. وتابع: عملت معلما بالمدرسة الوحيدة بالمحافظة، وكان المعلمون في ذلك الوقت لا يحملون مؤهلات تعليمية ومعظم المعلمين أجانب من جنسية فلسطينية وأردنية"، مشيراً إلى أن أيام التدريس في السبعينيات كانت أنصبة المعلمين منها 28 إلى 30 حصة أسبوعية، والحد الأعلى لحصص المعلم 36 حصة، بل كانت أيام الأسبوع كلها دراسة ما عدا يوم الجمعة فقط إجازة. وعن مستويات الطلاب التعليمية، بيّن "العيسى" أن بعض خريجي الثانوية في الوقت الحالي لا يجيدون الكتابة ويجهلون الكثير من القواعد الإملائية، وتركيز الأغلبية منهم هو الحصول على الشهادة والالتحاق بالوظيفة، بينما كان في الماضي لدى الطالب شغف وتشوق للتعليم ومحبة لاكتساب العلم، وكان ولي الأمر يمنح كافة الصلاحيات للمعلم.