يطيب لي بمناسبة الذكرى ال 68 للعيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية، أن أتقدم باسم سفارة الصين لدى المملكة، وباسمي شخصياً، إلى المواطنين الصينيين العاملين والدارسين في المملكة؛ بأصدق التهاني وأجمل التبريكات، كما أعبر عن شكري الخالص إلى المملكة قيادة وشعباً على اهتمامهم الكبير ودعمهم الدائم للصين ولتطوير العلاقات الصينية السعودية. إن العام الحالي يشهد زخماً طيباً للاقتصاد الصيني متمثلاً في التطور المستمر والمستقر متجهاً نحو الأفضل، الأمر الذي ساهم بدور دافع كبير للانتعاش الاقتصادي العالمي. ومن المعلوم أن الصين استضافت منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في شهر مايو الماضي بكل نجاح، بحضور 29 رئيس دولة أو حكومة وممثلين عن ما يزيد على 140 دولة وأكثر من 80 منظمة دولية، حيث ناقشت هذه الدول في مخطط التنمية والتعاون بينها، في جهود مستمرة لتدعيم البناء في الترابط والتواصل الإقليمي، بغية تحقيق العولمة ذات طابع الانفتاح والتسامح والمنفعة المتبادلة. وفي بداية الشهر الجاري، عقدت الدورة التاسعة لقمة "بريكس" في مدينة شيامن الصينية. فكل ذلك دلالات على أن الصين تشارك بنشاط أكثر في الشؤون الدولية، وتساهم بالحكمة الصينية والحلول الصينية حيال المشاكل الإنسانية. سيعقد المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني في منتصف الشهر القادم، الذي سيستعرض المسيرة التاريخية والخبرات القيمة التي أحرزها جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب من القوميات المختلفة في تمسك الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها خلال السنوات الخمس الماضية منذ المؤتمر الوطني ال18، ذلك تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها المركزية الرفيق شي جين بينغ. كما من أجندة المؤتمر ترشيح القيادة الجديدة للحزب الشيوعي الصيني، ووضع برنامج العمل ومخطط التنمية التي تتفق مع متطلبات التطور المعاصر للصين في المستقبل. إن الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، سيواصل مسيرته التنموية نحو تحقيق أهداف "2 مئوية"، أحدهما إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل بحلول عام 2021، أي الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، والثاني هو إنجاز بناء "دولة اشتراكية معاصرة" المتميزة بالغناء والقوة والديمقراطية والحضارة والانسجام بحلول عام 2049، أي الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. منذ السنة الماضية، تم تحقيق الزيارة المتبادلة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، مما فتح عهداً جديداً للتطور السريع والشامل للعلاقات الصينية السعودية، حيث تم ترقية العلاقات الثنائية إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، كما تم تشكيل اللجنة الصينية - السعودية المشتركة رفيعة المستوى. في نهاية الشهر الماضي، زار دولة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي المملكة وترأس مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الدورة الثانية لاجتماع اللجنة المشتركة رفيعة المستوى. إن التعاون بين الصين والمملكة مثمر جداً؛ فهناك عشرات الاتفاقيات تم التوقيع عليها خلال العامين الماضيين في شتى المجالات مثل الطاقة والحدائق الصناعية والاستثمار والإسكان والثقافة والتعليم والتكنولوجيا. كما أن هناك أكثر من 140 شركة صينية تعمل في السعودية في مجالات مختلفة ويبلغ عدد موظفيها الصينيين أكثر من 40 ألف. وجدير بالذكر أن أكثر من 50 ألف مواطن سعودي يسافرون إلى الصين سنوياً، ويبلغ عدد الطلبة السعوديين فى الصين حوالي 2000. في الوقت الذي تشهد المملكة تطوراً مزدهراً لقضاياها المختلفة، تتعمق علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية باستمرار. إننا مستعدون للعمل مع الجانب السعودي يداً بيد على استثمار الفرص السانحة في السعي إلى التقاء مبادرة "الحزام والطريق" الصينية مع "رؤية 2030" السعودية، وكذلك تدعيم التعاون العملي بين البلدين في كافة الميادين، لما فيه الخير ل بلدينا وشعبينا الصديقين، وخدمة لدفع التنمية والسلام في المنطقة. أخيراً ومرة ثانية، أهنئ جميع الصينيين في المملكة "عيداً سعيداً"، وأتمنى للصداقة بين الشعبين الصديقين دوماً إلى الأبد. * السفير الصيني