أضحت بحيرة دومة الجندل بمنطقة الجوف شمال السعودية محط خلاف بين كونها مغمورة ومشهورة على مستوى الشرق الأوسط كونها أحد أكبر البحيرات فيها ففي الوقت التي تستضيف البطولات الخليجية البحرية , تأتي أخبار المفاجآت بوجودها على الصعيد الأخر , ولكنها اليوم تلفت انتباه السعوديين في ليلة مختلفة كأول ليلة من نوعها باستضافة كبار الفنانين السعوديين يتقدمهم فنان العرب محمد عبده ويرافقه عبدالمجيد عبدالله وعبادي الجوهر وراشد الفارس في اوبريت وطني يحمل عنوان "دولة رجال" من كلمات صالح الشادي وألحان سهم , في ترقب من الجمهور للتعرف على هذه البحيرة التي تستضيف هذه الليلة. وتأتي هذه الاحتفالية كحفل ختامي لاحتفالات منطقة الجوف باليوم الوطني 87 برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف , وتشريف نائبه الأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي نائب منطقة الجوف , وحضور عدد من المسئولين , في حفل تنظمه أمانة منطقة الجوف بدعم من الهيئة العامة للترفيه وبإشراف مباشر من أمارة منطقة الجوف. البحيرة التي يقف عليها كبار فناني السعودية في مساء اليوم الثلاثاء سوف تشهد أكبر عرضاً بالمملكة للألعاب النارية , وعروض لليزر وعرضة سعودية بمشاركة 250 شخص. وتقع بحيرة دومة الجندل بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب الذي يعود بناءه على عصر صدر الإسلام ، وكذلك قصر مارد التاريخي الذي يعود عمره إلى 3 آلاف قبل الميلاد ، وتحفها الجبال من عدة نواحٍ، كما يشرف عليها من الجهة الغربية نخيل دومة الجندل، والبحيرة هي نتاج لفائض مياه الري، وقد أكد الجيولوجيون، أن دومة الجندل من أغنى مناطق العالم بالمياه. وتقع بحيرة دومة الجندل على بعد 3 كيلو مترات شرق محافظة دومة الجندل، وتعدّ الوحيدة من نوعها في الجزيرة العربية ، وأكبر بحيرة صناعية في الشرق الأوسط ، ويصل عمقها إلى 15 متر في الوسط , ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو 1928 قدما بمعدل 585 مترا، وتعتبر مكانا مثاليا للدراسات الإحيائية والبيئية لما لها من تنوع أحيائي جميل، وتقدر مساحتها بنحو مليون و100 ألف متر مربع بمحيط نحو 8 كلم متفاوتة العمق ، وتبلغ طاقة البحيرة التخزينية 11 مليون متر مكعب من المياه سنويا تضخ لها من فائض الري الزراعي من مزارع الجوف ، وأنشئت قبل 33 عاما. وأوضح مدير إدارة الري بدومة الجندل م. أسامة البادي أن عمر البحيرة أكثر من 30 عام وأن دومة الجندل اشتهرت قديما بكثرة عيون المياه المتدفقة على السطح طبيعيا، وكثرة الآبار اليدوية، وكانت المزارع تسقى من هذه العيون والآبار بالطرق التقليدية بواسطة قنوات ترابية على نظام الري التقليدي القديم، وعندما يقوم كل مزارع بسقيا مزرعته من تلك العيون والآبار تتدفق المياه هدرا من تلك العيون إلى المناطق المنخفضة المنتشرة في الجهة الشرقية من الواحة، وفي عام 1405 بدأت وزارة الزراعة في إنشاء مشروع الري الزراعي بدومة الجندل للتحكم في عملية استخراج وتوزيع المياه على المزارعين، وتنظيم عملية الري أو مياه الأمطار والسيول، وروعي عند تصميم النظام الحفاظ على تصريف المياه الزائدة عن حاجات المزروعات. وتم تصميم شبكة ري زراعي يبلغ مجموع أطوالها 106 كم داخل المزارع مدفونة على أعماق تتراوح من 1 متر إلى 2 متر، حيث تقوم بنقل المياه الزائدة عن حاجة المزروعات ومياه الأمطار والسيول إلى أنابيب رئيسية مدفونة تحت الأرض إلى خارج المزارع، وتنتهي هذه الأنابيب بقنوات ري زراعي تقوم بنقل المياه عن طريق خزانين أرضيين ينخفض مستواهما عن مستوى الأرض الطبيعية لتجميع مياه الري الزراعي ومياه الأمطار والسيول في منطقة السبخة، ومن خلال هذين الخزانين يتم ضخ مياه الري الزراعي إلى المنطقة المنخفضة في الجهة الشرقية من دومة الجندل، وبذلك بدأت بحيرة دومة الجندل تتكون عام 1407ه. كما أكد رئيس بلدية دومة الجندل م. فهد المغرق أن بحيرة دومة الجندل تعد أرضا خصبةً للاستثمار في مجال السياحة والترفيه لما تمتلكه من مقومات عديدة، أولها جذبها للسواح الذين يرتادونها بشكل يومي، حيث تتضاعف الأعداد في الإجازات الرسمية، وإجازات نهاية الأسبوع.