أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم أن اليوم الوطني رسالة سلام ومحبة ولحمة وطنية باقية عبر الأجيال لكل شعوب العالم، جاء ذلك في كلمة لسموه بمناسبة اليوم الوطني فيما يلي نصها: يمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية قيمة وطنية واجتماعية ذات أثر عميق في الوجدان السعودي، لما يحمله من أفكار تراكمية مُهمَّة وراسخة عن ملحمة التوحيد وبطولات الأسلاف في بناء الدولة السعودية والوصول بها إلى أعلى ذُرى المجد، ولذلك نشهد، ولله الحمد، تصاعداً مستمراً في جميع مقومات التنمية الوطنية الشاملة والمُستدامة بجميع المناطق فيتوازن كامل يُحقِّق للمواطنين رفاهيتهم وأمنهم واستقرارهم. نتوقَّف عند اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى للحظة تاريخية فارقة في المسيرة الوطنية، وإنما رسالة سلام ومحبة ولحمة وطنية باقية عبر الأجيال لكل شعوب العالم لإبراز العبقرية الوطنية في النهوض بهذا الوطن الغالي والوصول به إلى أعلى مستويات التنمية عبر خطط ودراسات، يدفعها أبناء الوطن خلف قيادتهم الرشيدة كما هو ديدنهم عبر عشرات الأعوام التي قدموا فيها نموذجاً للوطنية الخالصة في البقاء سنداً منيعاً للقيادة حتى وصلت بلادنا إلى ما نفخر به من مُنجزات في جميع المجالات والقطاعات التي تخدم المواطن في كُلِّ موقع يعيش به بجميع المناطق. في عهد سيدي ملك العزم والحزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز, - حفظهما الله - تمضي المملكة باتجاهها التنموي الصاعد، لتَبرُزَ منجزاتٌ عملاقةٌ تُضيف الكثير لخطط الحاضر والمستقبل وتضع الإنسانَ السعوديَّ في مرحلة مُتقدِّمة من النماء والبناء، من خلال تطوير الموارد البشرية وتوطين الوظائف ليقود برامج التنمية بفكره وسواعده الفتية، ويستفيد من نقل الخبرات ويعكسه في أرض الواقع ثماراً يحصدها الوطن نُمُوَّاً وازدهاراً. إننا في هذا اليوم نُجدِّد العهد دوماً لقيادتنا، بأن تمضي المسيرة نحو غاياتها، وتحقيق أهدافها الإستراتيجية في جميع المجالات، ونفتح الأفق واسعاً لنرسم ملامح غدٍ مُشرقٍ وعامٍ جديدٍ يتوشَّح بمزيدٍ من المُنجزات والعمل والإنتاج الذي يؤسس لنا واقعاً مُتقدِّماً ومُتطوِّراً يكون فيه لكُلِّ سعوديٍّ دورٌ وعمل ٌوإنجازٌ يحكي عن ملحمة طويلة بدأت منذ التوحيد وحتى يومنا المعاصر الذي ترتقي فيه بلادنا الغالية، وتُصبح نموذجاً للوطن والوطنية والمواطن الصادق المحب لقيادته ووطنه ومجتمعه. يومنا الوطني مساحةٌ واسعةٌ في نفس المواطن السعودي، يُنجز فيها كثيراً من الأعمال العبقرية التي تجعلنا نعلو بين الأمم والشعوب، ونُواصل كتابة التاريخ بماء الذهب وعرق الرجال والبذل والكفاح، حتى تظل راية التوحيد ترفرف عالية وهي ترمز إلى بلادنا وإنساننا بكل الفخر والاعتزاز، طالما استمرت مشروعات التنمية والعطاء والوفاء تُعبِّرُ عن واقعنا وتطلعاتنا وطموحاتنا الكبيرة التي تليق بوطن عملاق منحه الله كل سبل التفرد والتميُّز بين الأوطان. مسيرة الإنجازات تمضي ويتحقَّق العام تلو الآخر المزيد منها، لذلك فإننا في ظلِّ رؤية سديدة وفكر قياديٍّ رشيد، وعمق وطني مستقر في الأنفس، نثق في أن الله سبحانه وتعالى سيُعينُنا في هذه المسيرة التي تُحقِّقُ الخير لبلادنا وبلاد المسلمين، لما للمملكة من دورٍ قياديٍّ فاعلٍ في مُحيطها الإسلامي، وذلك ما بدا واضحاً في نجاحها في إدارة موسم حجِّ هذا العام الذي قدّم دلالات إضافية عن حقيقة الإنسان السعودي ودوره المؤثر في خدمة المسلمين في شتى أنحاء العالم، وظهر ذلك فيحرص القيادة وإشرافها المباشر على أعمال الحج بكُل ِّتفاصيله لضمان راحة ضيوف الرحمن الذين وجدوا كُلَّ العناية أيضاً من المواطنين السعوديين وأجهزة الدولة بمُختلف تخصصاتها، وذلك هو واقع الوطن وقيادته ومواطنيه يبذلون الغالي والنفيس من أجل الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن والمشاعر المقدسة. هذه الملحمة التاريخية تستمرُّ وتبقى مع الزمن عنواناً عريضاً لحُبٍّ صادقٍ ووفاءٍ مثاليٍّ بين قيادتنا وشعبها، وهي مفتاح التنمية السعودية على مر العهود والأزمان؛ فالعهد باقٍ والمواثيق في أيدٍ أمينة يعمل من خلالها الجميع من أجل نماء بلادنا الغالية لنصل كُلَّ عام إلى هذا اليوم، ونحن نستشرف الكثير من معاني ومنجزات الرفاهية والخدمة المثالية للمواطنين الأوفياء الذين يستحقُّون هذا الوطن وقيادته، وتستحقُّهم قيادتهم ووطنهم. وأثبت التاريخ إلى يومنا هذا صدق العلاقة المتينة والعهدَ القويَّ الذي لا تهزُّه الرياح, أن القيادة ومواطنيها أنجزوا الكثير للوطن، وحافظوا على بلادنا منيعة وقوية ونامية تُحقِّق كُلَّ يومٍ منجزاً جديداً وتَعبر مسافات بعيدة في مسيرة الرخاء والعطاء لتُضيف للمملكة ما يجعلها وطناً يفخر به كُلُّ مواطن ويعتز به، ومن أجله يُجدِّدُ عهود الولاء والانتماء للقيادة الرشيدة التي لا تدخر وسعاً من أجل الوطن والمواطن.