أمام بوابة مبنى فخم ومترامي الأطراف، يقف حارس الأمن تحت لهيب الشمس لساعات طويلة، تمر عليه بطيئة وهو ينظم الدخول والخروج، وعلى الرغم من تدني راتبه الشهري، إلا أن ابتسامة وسلاماً وثناءً من أحدهم، قد يغير تفاصيل نهاره، ويشعره بأهمية الدور الذي يقوم به كل يوم. وفي وقت يعاني الحراس في بعض المواقع التي تشهد تدفقاً للجهور بشكل واسع من تعامل جارح في بعض الأحيان، وصادم في أحيان أخرى، تبقى حاجة الحراس إلى الاحترام وحسن التعامل ماسة في ظل تراكم المحبطات التي تعتري حياتهم المهنية، فلا رواتب جيدة، ولا مسار وظيفيا واضح، ولا تقدير معنويا يذكر. د. محمد مترك القحطاني -أستاذ علم النفس- أكد أن عدم تهميش الحراس، ومبادلتهم التحية، وشكرهم والثناء على دورهم، يمثل أهمية كبرى في تعويضهم عن الحرمان الكبير الذي يعانونه فيما مسألة الرواتب الزهيدة، وساعات العمل الطويلة والشاقة تحت حرارة الشمس، وأشار إلى أن الإحباطات التي تعتري حرس الأمن تتراكم جراء ضعف الدخل من جهة، وكذلك الصورة النمطية السلبية عن مهنته، وعدم تلقيه الاحترام الكافي من قبل الجمهور، وبين أن تعامل الجمهور مع الحراس يجب أن يكون باحترام وتقدير لدورهم في حفظ الأمن، وتنظيم حياة الناس، مشدداً على أن ذلك يمثل أهمية كبرى له تأثير واضح على نفسيته وحالته المعنوية، وقال: إن التعامل باحترام وتقدير مع حراس الأمن يزيد من مفهوم الذات بالنسبة للحراس، بحيث ينظر إلى نفسه وإلى وظيفته بشكل إيجابي، كذلك فإن احترام حارس الأمن يمكنه من مفهوم نفسي مهم اسمه تقدير الذات، وهذا التقدير لا يحصل عليه الإنسان إلا من الآخرين، ولارتفاع تقدير الذات الإيجابي دور معنوي مهم يدفع بالحراس للعمل بإخلاص وبتفانٍ، ويجعله يشعر بالسعادة في عمله، ويزيد من ولائه الوظيفي، على الرغم من تدني راتبه أحياناً.