واصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نقدها المستمر لمنح قطر حق استضافة مونديال 2022، وقالت في حوار لها نشرته صحيفة "بيليد" الألمانية: "منح قطر حق تنظيم مونديال 2022 فجّر موجة انتقادات في وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لقد كانت هذه الانتقادات تجاه منح البلد الآسيوي حق الاستضافة متنوعة وعديدة، أبرزها اختراقهم حقوق الإنسان في عملية بناء الملاعب، إذ لقي العديد من العمال حتفهم أثناء عمليات تجهيز ملاعب المونديال، وهذه الاختراقات حتى "الفيفا" لم ينجُ منها". وأضافت المستشارة في الحوار الذي أجراه قائد بايرن ميونيخ السابق فيليب لام: "لا تهمنا الأرباح الضخمة التي تحققها الجهات المستفيدة من هذه البطولات ، طالما أنها كانت تتطلب عمالة يتم إجبارها على العمل في ظروف قاسية وساعات طويلة لتأمين لقمة العيش، يجب على "الفيفا" و"الويفا" التحلي بالشفافية في هذا الملف حتى لا يدخل القلق إلى عشاق كرة القدم، ففي الأعوام الأخيرة فقد "الفيفا" ثقة الناس فيه بسبب بعض القرارات، ويجب على المنظمات أن تضع معايير واضحة يتم من خلالها منح الدول حقوق استضافة البطولات". ولأن ملف عمالة مونديال 2022 واحد من أكثر الملفات جدلاً، فقد أفردت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية تقريراً خاصاً للعمالة المشاركة في بناء المنشآت الخاصة بالمونديال القطري، وقالت: "هناك أكثر من 2.2 مليون من العمال المهاجرين يعملون في الدوحة هم ضحايا حقيقيون لمونديال كرة قدم، لكن الإعلام القطري يتجاهل بشكل لافت هذا الملف الذي يختص بحياة الكثير من العمالة، فهم يواجهون مخاطر حقيقية في ظل غياب تام لحقوقهم". وأوضحت الشبكة أن متوسط أجور هؤلاء العمالة لا يتجاوز 1920 دولاراً في العام، أي بمعدل أقل من ستة دولارت يومياً وهو مبلغ بخس، لا سيما أن العمالة يخضعون لنظام الكفالة وهو ما يمنح أرباب العمل درجة هائلة من السيطرة على حياتهم وعلى مستقبلهم. واختتمت الشبكة تقريرها نقلاً عن مخرج الفيلم الوثائقي الخاص بكأس العالم آدم سوبل قوله: "العمال المهاجرون بعيدون عن عيون وآذهان المجتمع القطري". ولا يقتصر رفض استضافة الدوحة للمونديال على الرياضيين، بل حتى السياسيين باتت أصواتهم عالية في هذه المطالب، ففي صحيفة "نيويورك بوست" كتبت ليز ماير المستشارة الإستراتيجية للحزب الجمهوري الأمريكي مقالاً صحافياً قالت فيه: "الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يكافئ الأشرار الفاعلين في العالم من خلال السماح لهم باستضافة الحدث المونديالي، والغضب بات متزايداً نحو الحكومة القطرية من قبل جيرانها في الشرق الأوسط بسبب صداقاتها مع إيران واستمرارية رعايتها للإرهاب حول العالم، وهذا المكان سيكون محل إقامة كأس العالم بعد أربعة أعوام فإن استطاعت كرة القدم أن تحل السلام في أي جزء من الشرق الأوسط بما في ذلك تلك الأركان الفوضوية التي تحتلها قطر سيكون ذلك مدهشاً". وانضمت مستشارة الحزب الجمهوري إلى صفوف المطالبين بتجريد قطر من استضافة المونديال وقالت: "لأن الشبهات والشكوك محيطة بملف روسياوقطر، والوقت لم يعد يسمح بسحب تنظيم البطولة من روسيا قبل أقل من عام على انطلاقتها، لكن هناك متسع من الوقت يتيح ل"الفيفا" إعادة النظر في استضافة قطر للبطولة، فمازال الوقت يتيح ترتيبات بديلة لإيجاد دولة أخرى تستضيف أكبر تجمع كروي، لذلك يجب على "الفيفا" أن يتصرف الآن فكأس العالم اليوم في خلاف ينطوي على التعاون مع أنظمة بغيضة وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التشوه للمنظمة -أي الفيفا- معروفة أصلاً بفضائحها وسيؤدي إلى تعزيز أيادي تلك الأنظمة البغيضة من المنظور الجيوسياسي بعيداً عما تقوله "الفيفا" وتروّج له من أن كرة القدم لا يجب أن تكون قريبة من السياسة أو قضاياها".