تتسع دائرة الرفض لإقامة مونديال كأس العالم 2022 في قطر يوماً بعد آخر، وتتجاوز هذه الدائرة الإطار الرياضي لتصل إلى السياسي، وفي لقاء تلفزيوني اتفق المرشحان للرئاسة الألمانية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومنافسها مارتن شولز المرشح التابع لحزب الاشتراك الديموقراطي على إجابة واحدة حيال المونديال القطري، فلم تتردد المستشارة أنغيلا ميركل من الإجابة بشكل مباشر على سؤال طرحه المذيع: "سيدة ميركل، هل احتضان قطر لمونديال 2022 أمر جيد؟ نعم أم لا؟ "وأجابته سريعاً: "لا، ذلك ليس جيداً على الإطلاق". والسؤال ذاته أجاب عنه المرشح المنافس شولز سريعاً بقوله كذلك "لا" ، سرعة الإجابة الصادرة من المرشحان تكشف على أنهما يبحثان بهذه الإجابة على كسب المزيد من الأصوات قبل بدء عملية الانتخابات في ختام الشهر الجاري، لاسيما وأن ألمانيا تعتبر من أكثر الدول معارضة لأن تستضيف قطر مونديال كرة القدم، فحين ارتفعت أصوات النقد اتجاه قرار "الفيفا" منح قطر حق استضافة المونديال بسبب سوء الأحوال الجوية، اختار "الفيفا" أن يغير موعد إقامة البطولة من الصيف إلى الشتاء هروباً من الطقس الحار، فكانت ألمانيا هي أول المعترضين على هذا القرار. وقال كريستيان شيفيرت رئيس رابطة الدوري الألماني في مؤتمر صحافي:"نرفض أن يتم اتخاذ أي قرار من هذا النوع وأن تتحمل الدوريات المحلية عواقبه، ف"الفيفا" هو المسؤول الأول عن ضمان أن كأس العالم يتسبب في الحد الأدنى من الأضرار الجانبية". كما اتفق معه بذلك رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ بطل البوندسليجا الألمانية هاينز رومينيجه الذي قال:" أنا متشكك في كيفية إيجاد حل؟ أي تغير في المواعيد سيتسبب بضرر على الدوري والدوريات الأخرى الأوروبية، سيكون هناك ثلاثة أشهر بدون كرة قدم وشركاء الدوريات لن يوافقوا، فالروزنامة بأكملها ستتوقف بسبب كأس العالم". وكانت صحيفة "بيليد" إحدى الصحف واسعة الانتشار في ألمانيا، قد حصلت على تقرير المحقق الأمريكي مايكل جارسيا وهددت بنشره على شكل أجزاء، مما اضطر "الفيفا" لأن يقوم بنشره بشكل كامل، وأعاد نشر ملف التحقيق الجدل مرةً أخرى إلى مونديال قطر المشبوه، وظلت الأصوات الألمانية هي أكبر المعارضين لعدم تجريد قطر من استضافته، وارتفعت الأصوات أكثر بعد اتخاذ عدد من الدول العربية والخليجية مقاطعة قطر بسبب تورط حكومتها بدعم الإرهاب والإرهابيين، فمن مجلس النواب الألماني رفض فكرة بقاء البطولة في قطر بعد هذه الأحداث وقالت على لسانه كلوديا روث نائبة رئيس المجلس: "كيف لدولة بلا تاريخ كروي ولا تحترم حقوق الإنسان والعمالة لديها، ومتورطة بدعم الإرهاب حول العالم أن تستضيف حدثاً رياضياً بهذه القيمة هل هذا أمرٌ نظامي؟ إن قرار المقاطعة الأخير من السعودية ومصر والإمارات والبحرين هو دليل آخر يضاف إلى سجل قطر الحافل بالسوء". وشددت على أن اختيار "الفيفا" لقطر منذ البداية لم يكن مبنياً على الكفاءة الرياضية لديها بل بسبب محبة الاتحاد الدولي للمال وقالت:"حتماً إنها - أي قطر- ليست الدولة المناسبة لاستضافة هذا الحدث". الانسحاب وارد ألمانيا الدولة الأكثر إصراراً على عدم إقامة مونديال كأس العالم في قطر، حتى لو كان ثمن ذلك الإصرار الانسحاب من المشاركة في البطولة القطرية وفقاً لما ذكره رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد جريندل أن هذا القرار لم يعد مستبعداً حال بقي "الفيفا" متمسكاً باحتضان قطر للبطولة وقال: "لا تزال هناك خمسة أعوام قبل انطلاقة المونديال، خلال هذا الوقت هناك أولوية لوضع حلول سياسية للتهديدات بالمقاطعة، ونحن نعمل في اتصالات منتظمة مع اللجنة المنظمة المحلية وجهات أخرى مهتمة بالشؤون المتعلقة بمونديال 2022 " وكانت برلين قد تقدمت بمقترح إلى الاتحاد الدولي "الفيفا" لاستضافة مونديال 2022 باعتبارها تمتلك بنية تحتية تؤهلها لاستضافة الحدث متى ما قرر فيفا تجريد قطر منه. وفي يوليو الماضي تظاهر حشد كبير من الجماهير أمام قاعة الاجتماعات التي تحتضن قمة المجموعة ال20 في هامبورغ الألمانية، ووحدوا أصواتهم ولافتاتهم بمطلب واحد وهو تجريد قطر من استضافة المونديال لثبوت تورطها بدعم الإرهاب وتمويله، وأمام هذا الإصرار الألماني الموحد على ألا تبقى كأس العالم في قطر، يتكشف الستار عن سبب توحيد إجابة المرشحين للرئاسة الألمانية في عدم تأييدهما بقاء البطولة في قطر بهدف تدعيم حملتهما الانتخابية وكسب المزيد من الأصوات من الشعب الألماني باعتباره مؤيداً لعدم إقامة مونديال كرة القدم في دولة باتت متورطة بدعم الإرهاب وتمويله.