لا أدري إلى أي مدى بلغت خيبة الأمل لدى من حاول اختبار قوة وصمود وحدتنا شعباً وقيادة، بعد فشل كل محاولات شق الصف والترويج لحراك مشبوه انطلق عبر مواقع التواصل واندفن كسيراً بين صفحاتها. صفحات احتوت الكثير من الكذب والتزوير المراد منه خلق حالة من الغضب ضد الدولة من خلال نشر مقاطع وصور لأحداث لا علاقة لها بما يروجون له، واستغلال قضايا محلية وتضخيمها بالشكل الذي يتلاءم مع أجنداتهم وما يخططون له من مؤامرات. حتى الوسم أو ما يعرف بالهاشتاق الذي أراد به الأعداء نشر سمومهم وأكاذيبهم من خلال آلاف الحسابات الوهمية تحول إلى مساحة خضراء للتعبير عن الوطنية وحب الوطن، فانقلب السحر على الساحر. هذا الوسم كشف أيضاً عن حالة عامة من الوعي الشعبي الذي ظهر جلياً من خلال تغريدات مواطنين تحركوا دون توجيه أو تنسيق للرد على من أراد زعزعة أمنهم واستقرارهم. مشاركات من كافة المستويات شيوخ دين، كتّاب ومثقفون، موظفون، وغيرهم من شرائح المجتمع الذين تسابقوا للتعبير عن ولائهم دون قيود، منهم من اختار الرد بالتحليل المنطقي والأدلة والبراهين، ومنهم من وجد في ذلك فرصة للتهكم والسخرية من محاولات يائسة من هذا النوع. المشرّف في الأمر مشاركة المئات من محبي المملكة من الرموز العربية والإسلامية التي رأت في استهداف بلادنا استهدافاً للأمة فسارعوا للدفاع عنها في اعتراف بدورها وما تمثله لهم من مكانة. في المقابل.. كان عدد المشاركين في الترويج لهذا الحِراك المزيف في بداياته من السياسيين والإعلاميين في قطر يفوق بكثير من يسمون أنفسهم معارضة سعودية، وأنا هنا لا أتكلم عن حسابات #خلايا_عزمي المتخفية بل عن شخصيات قطرية معروفة. هذا العداء والتحريض لا علاقة له بالأزمة الراهنة، وليس مدفوعاً بحالة التصعيد السياسي والتراشق الإعلامي الناجم عنها، بل هو موقف ثابت ساهم الخلاف الأخير في فضحه وإظهاره للعلن. في أيام معدودة.. انكشفت اللعبة وانفضح العملاء ومن يقف وراءهم ممن مول معظم ما يشهده عالمنا العربي من أزمات وحروب، ومع أن فشلهم الذريع عندما بلغوا حدود المملكة لن يوقف مؤامراتهم إلا أن إدراك المواطن لحقيقتهم سيجعل الخيبة مصير كل محاولاتهم المقبلة للنيل من هذا الكيان العظيم، مهما بذلوا من جهد وصرفوا من مال.