"لم نر الإرهاب إلا بعد تسييس الدين، ليصير الوعظ مهنة العاطلين، ويعتلي المنابر جهلة، وتحيد الثقافة النوعية، هذا كله صنع الإرهاب"، تلك كانت تغريدة للكاتب المسرحي محمد العثيم أطلقها أمس في هاشتاق ب"تويتر" عنوان " #تفجير_طواري_عسير" ضمن عدة هاشتاقات، استنكرت العملية الإرهابية في أبها. وأظهر الهاشتاق انصراف عدد من المغردين عن الحدث الرئيس، إلى الجدل الذي يثار في الساحة السعودية عقب كل حادثة إرهابية، بتحميل كل طرف الطرف الآخر المسؤولية. تغريدة العثيم مثلت أنموذجا لهذا الصراع بين تيارين في السعودية أشعلا تبادل الاتهامات مجددا بين الطرفين حول الإرهاب ومسبباته، حيث انبرى عدد من المغردين للرد على العثيم، وتساءل سعود السبيعي @sau1400 قائلا: وهل الإرهاب اليهودي في فلسطين والإرهاب الأميركي في العراق، والإرهاب على مسلمي بورما، سببه هذا الأمر؟، ليرد عليه العثيم @Mohamed__Othaim بقوله "نحن في عزاء أستاذ سعود، سنفتح الإرهاب الدولي بعد أن يلملم الوطن جراحه، الجميع منفعل". فيما قال المغرد كمال الغامدي @kamalsg99 "كلنا يعلم أن المستهدف هو أمن الوطن من دول خارجية، وقد أكد عليه المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، ولا دخل للدين والوعظ والمنابر. ودخل المغرد بدر العنزي @Bader_Saij ، ليؤيده قائلا "بدأ الاستغلال الخبيث المنحط، جريمة وطن ودماء أبرياء تستغلهم لمصالح تيارك ومصالحك وأحقادك الشخصية مشاركة لإرهابيين بالجريمة". واستنكر الكاتب الروائي عبده خال الجريمة الإرهابية عبر تغريدات بالهاشتاق، جاء منها "أن تقتل عسكريا فهذا يعني إعلان الحرب على الجميع، والإرهابيون يسعون لتدمير أي جزء يقاوم وجودهم"، و"نحن مستهدفون في وجودنا، والإرهاب الموجه علينا لا يفرق بين الجميع: سنة أو شيعة، فمن يريد فناءنا يضيره بقاء وحدة الوطن وتماسكه". ليرد عليه شخص متخف تحت معرف "الحجاج بن يوسف @wwddddd قائلا "يا ابن الحلال الله يحفظ المملكة من الخوارج وداعش، وبالنسبة لك روح اكتب لك رواية جنسية عشان يصفقون لك فوكس نيوز، بلادنا ولله الحمد صامدة بوجه التكفير وبوجه الانحلال يا...". ورد آخر أيضا في حساب متخف تحت اسم "ليبراري حسب الدفع @liberal_000 "ما ظهر التكفيريين إلا منك، وأشكالك يا....... بهو ماريوت وروياتك الخليعة". وفي المجمل، لم تأخذ الآراء التي خرجت عن مناقشة الحادثة مباشرة، وأحالت الطروحات إلى تبادل اتهامات مساحة كبيرة من التغريدات والنقاشات، غير أنها أعطت مؤشرا على أنماط تفكير ما زالت سائدة، تحاول أن توجد أي مبررات لمثل هذه الجرائم التي تمس الوطن وأمنه، وتحاول تحميل أطراف وتيارات في المجتمع مسؤولية استشراء الفكر المتطرف واندلاع الأعمال الإرهابية التي هي بالضرورة - بحسب كتاب ومحللين - نتيجة أفكار متعصبة. فالكاتب والشاعر محمد الرطيان، قال في تغريدة ضمن الهاشتاق "اللهم انتقم ممن نفذ ودبر وبرر وآمن بفكرة أدت لتفجير"، وأضاف "ابحثوا عن الفكرة التي آمن بها هذا الأحمق وأقنعته أنه بتفجير المسجد وقتل المصلين وانتحاره سيذهب إلى الجنة.. وحاربوها". ليرد عليه مغرد يبدو أنه في تيار مختلف وهو ياسر العصيمي @yasserosaimi "أحمد ربك ولا تتشمت وتسب"، في الوقت الذي أيدته تغريدة منال جاسم @manalme "عزيزي الرطيان قل: ابحثوا عن المفّكر أو القاتل... الذي فكّرَ بها وزرعها في العقول والقلوب! واقتلوه". المغرد عبدالله الفايز اختار أن يغرد قائلا "نقولها بصراحة ووضوح شاهد الصورة لتعلم من هم شيوخ الإرهاب". وقالت مغردة أخرى "الآن وبعد كل هذا ما زال مشائخكم يحاضرون عن خطورة الليبرالية والعلمانية!"، بينما كان المغرد صالح سليمان الحناكي مباشرا في تعبيره عن صراع التيارات وهو يقول في تغريدته "في ذروة المأساة والدماء حارة، الشرذمة الليبرالية، كعادتها تمارس انتهازيتها الرخيصة لتتهم المناهج وحلقات تحفيظ القرآن والدعاة"، ليصفه مغردون بأنه يريد أن يصفي حسابات. أما المغرد عبدالرحمن الكنهل فغرد في تأكيد على بقاء ظاهرة تبادل الاتهامات قائلا "صحيح الخطاب الديني السائد ليس هو المسؤول وحده، ولكنه قطعا الشريك الرئيس لإنتاج هذا الفكر".