أصبح واضحاً أن ثمة إرادة من قبل قيادة المملكة بأن تكون الرياضة إحدى أهم أدوات التفوق السعودي على الأصعدة الدولية، إذ يؤكد ذلك الاهتمام والدعم المنتظر أن يلقاه القطاع الرياضي في المرحلة المقبلة بالتزامن مع مرحلة تخصيص الأندية وهي الخطوة التي يترقبها الشارع الرياضي باهتمام بالغ، في حين كان الأمر الملكي بتعيين المستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ رئيساً للهيئة العامة للرياضة دليلا آخر على أن ثمة تحولا يُراد له أن يحدث في الرياضة السعودية يجعل منها منافسة في مختلف المناسبات. جاء اختيار تركي آل الشيخ ليكون رئيساً للهيئة كونه أحد الشباب المهتمين بالرياضة وأحد مستشاري الديوان الملكي الذين يدركون جيداً أهداف قيادة المملكة ورغبتها بتحول الرياضة إلى عنصر مؤثر في أكثر من اتجاه، خصوصاً بعد أن شكل تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 2018 في روسيا فرصة ذهبية يمكن من خلالها تقديم رياضة الوطن بأفضل صورة أمام العالم وهو ما سعى له آل الشيخ فور توليه مهامه، لكن في المقابل فإن كثيرا من الملفات المهمة ستكون بانتظار رئيس الهيئة الجديد على المدى المتوسط والبعيد. أول هذه الملفات هو إنجاز ملف التخصيص بشكل كامل من خلال تحويله إلى واقع ملموس وطرح الأندية السعودية للبيع على دفعات كما هو مخطط له، وهي مهمة شاقة كون الغاية منها تحويل الأندية إلى كيانات تعتمد على ذاتها وتعزز اقتصاد المملكة، فيما ثاني الملفات يتمثل بمواصلة دعم اللجنة الأولمبية خصوصاً وأنه من المنتظر أن يُزكى تركي آل الشيخ رئيساً للجنة التي بدأت السير بالاتجاه الصحيح منذ إقرار البرنامج الخاص بلاعبي النخبة، إذ يبدو هذا المشروع واعداً وطموحاً وبحاجة للمزيد من الدعم. أما الثالث فهو ذلك المتعلق بالبنية التحتية للرياضة السعودية، وأعني المنشآت الرياضية وحاجة غالبيتها العظمى للتحديث والتحسين وهذا ممكن إن نجحت الهيئة بقيادة رئيسها الشاب في إشراك القطاع الخاص من خلال الاستثمار في المنشآت الرياضية القائمة، فضلاً عن أن دوراً متوقعاً للرئيس الجديد يتمثل بتسريع عجلة إنجاز المنشآت المتعثرة أو تلك التي تسير وتيرة بنائها ببطء شديد. الآمال كبيرة بأن تشهد الرياضة السعودية من خلال قيادتها السعودية نقلة كبيرة، خصوصاً وأن رئيس الهيئة هو أحد الداعمين المبادرين في الوسط الرياضي بدليل إقرار التوجه الجديد والمتمثل بدعم الأندية التي تمثل المملكة خارجياً مثلما فعل آل الشيخ مع الهلال وهذا أحد المؤشرات على رغبة جادة بإعادة الرياضة السعودية للواجهة من جديد.