يبدو أن الأهلي اشتاق العودة إلى السنوات العجاف، أقول يبدو الحال كذلك بعد أن رأيت الفريق يواصل الضياع الموسم الماضي ويفقد ألقابه، وهذا الموسم يكمل المهمة بخروج صادم من البطولة الآسيوية. فنياً لو تحدثت عن مباراة بيروزي حتماً سأرمي باللائمة على عاتق اللاعبين ومدربهم، أما حين أتحدث عن الأسباب التي حولته من دائرة القوة إلى دائرة الضعف فلن أخرج إلا بما يشير إلى حقيقة تلك القرارات التي بعثرت الفريق وساهمت في تحجيم تفوقه. الأهلي لم يكن ليظهر لنا بمثل هذا المظهر الفني المخيب للآمال لولا أن صناع القرار الأول في أركانه أردوا له ذلك، شالوا مدرباً وأعادوه، وتعاقدوا مع مدرب وغيروه، وفي الأخير اعتمدوا على أنصاف الحلول فأتوا لنا بمدرب مفلس لا يجيد قراءة الخصم ولا معرفة الأدوات المؤثرة. في مسقط تجلت صورة الأوكراني سيرغي ربيروف، وفي أبوظبي جاءت الحصيلة النهائية لتصادق على فشل تلك القرارات التي نسفت كل شيء جميل ورسمت في مخيلة كل أهلاوي صورة سوداء عن حاضر الفريق ومستقبله. في الأهلي هناك عبث مستدام، أما لماذا؟ فلا نعلم إجابة عن السؤال، لكننا نعلم أن في جعبة التاريخ ما يشير إلى أن في أركان الكيان من تستهويه لعبة البناء ثم لعبة الهدم ثم العودة للبناء من جديد. خسارة الآسيوية صادمة لي وللجمهور وحتى لمن يعرف أن في قائمة الأهلي نجوماً تصنف على أنهم الصفوة، وإذا ما كانت النتيجة مؤلمة، فالمستقبل ربما سيأتي بما هو أشد ألماً طالما أن المسيرين للقرارات يعتمدون على حرق الأوراق الناجحة واستبدالها كل عام بتلك الأخرى التي تعد الأكثر إفلاساً. كرة القدم استقرار فني إداري معنوي ونفسي، ومن لا يجيد فهم هذه العوامل فلا يمكن له أن يحقق المنجزات، وهذه الأخيرة التي تجلت مع إدارة الزويهري قبل موسمين يبدو أنها ستبقى عصية على من توالوا بعده على اعتبار أن السبب في ذلك يكمن في عدم الرغبة في منح الأكفاء فرصتهم بالعمل. هاردلك يا أهلي، والله يعين جماهيرك التي ما إن عاد إليها الأمل باستمرار فريقها في قمة المنصات ودائرة البطولات إلا وعادت إليها المعاناة مجدداً. هل من حلول للتصحيح؟ أسأل عن التصحيح جازماً بأن طارق كيال هو من الحلول التي يجب أن يحرص عليها الأهلاويون في هذه المرحلة مع ضرورة البحث عن مدرب يأتي بديلاً لهذا المفلس الذي يحتاج لسنة قمرية حتى يعرف من هو الأهلي ومن هي الأسماء التي تمثله، وسلامتكم.