بين مرحلة البرتغالي بيريرا وبين مرحلة ربيروف تبقى مصلحة الكيان أهم من قناعات مدرب يأتي ليضاعف غلته المالية ويسمسر. بالطبع لن أستبق الأحداث لكي أصدر الحكم القاطع على ربيروف وعن عمله لكنني من خلال ما قرأت أخشى أن يعيد هذا الكوتش الفريق إلى نقطة الصفر وحين أقول أخشى ذلك ففي بعض التسريبات الصحافية ما جعلني أشير إلى ضرورة أن تحذر الإدارة الأهلاوية من اعتماد أي قرار يستهدف تهميش الهداف مهند عسيري أو يطول الظهير البارع محمد عبدالشافي فهذا الثنائي يمثل ركيزة فنية ومهارية مهمة للفريق. لا نختلف على أن لأي مدرب أسلوبه وطريقته وحتى فلسفته في اختيار العناصر التي يراهن بها على نتائج عمله لكننا نتفق أكثر على أن بعض الطرق والوسائل تأتي معاكسة ليس في نتيجة مباراة بل في مستقبل فريق بأكمله. الأهلي وخلال السنوات الأخيرة نجح في بناء توليفة متجانسة وقوية نجحت في نهاية المطاف في كسر حاجز الغياب عن الدوري وتفوقت بل وقدمت الفريق على أنه من تلك الفرق الكبيرة التي لا تقهر بسهولة ولولا الله أولا ثم حسن العمل والبناء وجلب الصفقات المربحة لما رأينا هذا النتاج يحط رحالة في قلعة الذهب الخضراء. إذا من المهم أن يمنح المدرب فرصته في العمل والتجهيز ووضع الخطط أما مسألة الاستغناء عن مثل هذا الثنائي إن صحت الأخبار التي تناولته فالمسألة هنا محبطة وربما ساهمت في تفكيك قوة الفريق وحولته من فريق يطمح في بلوغ القمة وحصد البطولات الكبيرة الدوري والآسيوية إلى آخر يصارع نفسه. بيريرا الذي جلبه الأهلي بملايين الدولارات بعثر الفريق وأهمل أبرز عناصره آنذاك البرازيلي فيكتور سيموس والنتيجة جاءت مخيبة لكل الآمال فلا هي قناعته نجحت ولا هو الفريق حصد البطولات بل على النقيض كانت الخسائر كبيرة فنيا وماليا وإن شملت هذه الخسائر خسائر القناعات الشرفية التي حاولت أن تجمل صورة بيريرا فهذه حقيقة لم تنس بعد. الحذر من ربيروف قبل الدوري وقبل خوض الآسيوية لا أشير إلى ذلك من باب هز الثقة في الفريق والعمل الإداري الذي يحيطه بل أشير إلى ذلك من باب الاستفادة من التجارب السابقة كونها وسيلة مهمة يحتاج إليها الأهلي مع هذا المدرب وفي هذا التوقيت بالذات. اللاعب النجم المؤثر والفاعل والقادر على صناعة كل الفوارق بات عملة نادرة خصوصاً في دورينا ولهذا وجب تذكير فهد بن خالد بأن مهند وشيفو يشكلان الصورة الحية عن هذا التعريف. الأهلي اليوم لا يحتاج للمجازفة ولا ينتظر المزيد من هدر المال بمعنى أن أي قرار فني يفضي إلى إلغاء عقد شيفو أو تجاهل امكانات مهند التهديفية يضاعف من حجم المصروف وبالتالي سيذهب النادي للبحث عن بدلاء يختارهم المدرب بمحض رغبته وإرادته وهذه لا تخرج عن اثنتين إما أن المدرب يجهل مستويات هؤلاء النجوم وإما أنه يحرص على أن يكمل مسلسل السمسرة على طريقة من سبقوه وسلامتكم.