دعت مصر أمس الأربعاء مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات أزمة مسلمي الروهينغا في ميانمار وذلك في ظل تدهور الأوضاع الميدانية أمنيا وإنسانيا منذ 25 أغسطس الماضي. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد في بيان صحفي بأن وزير الخارجية سامح شكري كلف الوفد المصري بمجلس الأمن بطلب عقد جلسة طارئة للمجلس وأن كلا من السويد وبريطانيا شاركتا مصر في طلب عقد الجلسة، بالإضافة إلى تأييد وفدي كازاخستان والسنغال، باعتبارهما من أعضاء مجلس الأمن المنتمين لمنظمة التعاون الإسلامي. بين النهر والألغام حتى أواخر الشهر الماضي كان سيد كريم يزرع الأرز وقصب السكر على شريط من الأرض لا صاحب له على امتداد الحدود الدولية حيث تنتهي أراضي ميانمار وتبدأ أراضي بنغلادش. وفي 25 أغسطس هجر كريم (26 عاما) أحد أفراد الروهينغا المسلمين بيته في قرية قريبة في ميانمار وانتقل إلى الأرض الحرام هربا من حملة شنها الجيش على طائفته. ومنذ ذلك اليوم بلغ عدد الفارين إلى بنغلادش ما يقدر بنحو 370 ألفا من الروهينغا. غير أن كريم وألوفا من جيرانه من قرى الروهينغا القريبة من الحدود يواجهون محنة فريدة. فقد فروا إلى أمان المنطقة الحدودية وأصبحوا عالقين فيها لأن قوات الأمن التابعة لبنغلادش لديها أوامر ألا تسمح لهم بالدخول حسبما قال منذر الحسن خان أحد ضباط حرس الحدود في بنغلادش. وقال بعض الروهينغا في المنطقة إنهم يخشون العودة إلى بيوتهم لكنهم ليسوا على استعداد للتخلي عن هذه البيوت تماما والتحول إلى لاجئين في بنغلادش. وقال كريم الذي يمكن رؤية قريته واسمها تاونج بيو ليت يار من الكوخ الذي أقامه في الأرض الحرام "بإمكاني رؤية بيتي لكني لا أستطيع الذهاب إليه". وتبلغ مساحة المنطقة العازلة 40 فدانا وتقع على امتداد الحدود ويطوقها سور من السلك الشائك من ناحية ميانمار والنهر من الجانب الآخر. وأقيمت مئات الأكواخ من سيقان البامبو في مساحة كانت من قبل حقلا لزراعة الأرز بينما ترتفع التلال جهة الجنوب. وقال خان إن ما بين 8000 و10000 من الروهينغا أقاموا مخيما في تلك المنطقة. وليس لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين التي تدير مخيمات في بنغلادش نشاط في المنطقة لأسباب أمنية على حد قول فيفيان تان المتحدثة باسم المفوضية. وقالت تان إن المفوضية تعمل مع بعض المنظمات الأهلية لتزويد الناس في المنطقة بألواح بلاستيكية وبالملابس. وقالت السلطات في بنغلادش ولاجئون من الروهينغا إن ميانمار زرعت ألغاما على جانبها من الحدود الأمر الذي تسبب في إصابة أربعة أفراد على الأقل.