توقع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن يصل عدد مسلمي الروهينغا الفارين من العنف في ميانمار إلى بنغلادش إلى 300 ألف لاجئ. وقال المتحدث باسم البرنامج في بنغلادش ديبايان باتاتشاريا: إن مسؤولي الأممالمتحدة رفعوا تقديرهم للعدد الإجمالي المتوقع للاجئين إلى 300 ألف، محذراً من نقص في التمويل لإمدادات الغذاء الطارئة للاجئين. وأضاف: "يأتون في حالة حرمان غذائي فهم محرومون من التدفق الطبيعي للغذاء ربما منذ أكثر من شهر.. الجوع والصدمة باديان عليهم بشدة". وأفادت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيفيان تان أن عدد الفارين منذ أحدث موجة من إراقة الدماء التي بدأت قبل 13 يوماً بلغ بالفعل 164 ألفاً. وهذه الأرقام الأخيرة تشير إلى أن أكثر من ربع عدد الروهينغا البالغ 1.1 مليون نسمة، خرجوا من البلاد منذ اندلاع العنف في ولاية راخين في أكتوبر 2016 ما أغرق بنغلادش المجاورة في أزمة إنسانية كبرى. وضغطت زيادة اللاجئين، وكثير منهم يعاني المرض أو الإصابة، على موارد وكالات الإغاثة التي تساعد بالفعل مئات الآلاف منهم جراء موجات سابقة من العنف في ميانمار. ولا يملك كثير من اللاجئين مأوى، وتسارع وكالات الإغاثة لتوفير المياه النظيفة والغذاء والأمور المتعلقة بالصحة العامة. كما يصل بعضهم مصاباً جراء انفجار ألغام زرعتها ميانمار على حدودها لمنع الروهينغا من العودة. وغرق العشرات من أبناء الروهينغا أثناء عبورهم نهر ناف على الحدود بين ميانمار وبنغلادش من بينهم الكثير من الأطفال. وكانت الأممالمتحدة قد حذرت الثلاثاء من أن معسكرات اللاجئين في بنغلادش امتلأت عن آخرها. على الساحة الدولية، تواجه أونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام والرئيسة الفعلية للحكومة البورمية، انتقادات لاذعة بسبب صمتها إزاء مصير أقلية الروهينغا. ووقع مئات آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم عريضة تطالب بسحب جائزة نوبل للسلام من أونغ سان سو تشي التي تواجه انتقادات شديدة بسبب إدارتها لأزمة الروهينغا المسلمين. وصباح أمس حصدت عريضة إلكترونية تحت عنوان "اسحبوا جائزة نوبل للسلام من أونغ سان سو تشي" أكثر من 364 ألف توقيع. واعتبر مطلقها الإندونيسي أنه "حتى الآن لم تقم أونغ سان سو تشي التي تتولى السلطة بحكم الأمر الواقع في بورما، بأي شيء لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية في بلادها". وقال سكرتير لجنة نوبل النروجية أولاف نيولشتاد إنه من المستحيل بحسب ميثاق اللجنة سحب جائزة من شخصية ما، لأن اللجنة تقيم جهود الشخص إلى حين منحه الجائزة فقط، وليس بعد منحها. فيما زار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو معسكرات الروهينغا المكتظة باللاجئين في بنغلادش أمس. وكانت أمينة أردوغان، قرينة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، برفقة وزير الخارجية خلال زيارته للمعسكرات في منطقة كوكس بازار بالقرب من الحدود مع ميانمار، وكذلك وزير الخارجية البنغالي أبو الحسن محمود علي. بدوره، دعا رئيس البرلمان العربي د. مشعل بن فهم السلمي منظمة الأممالمتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان" ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك العاجل والفوري لوقف المجازر التي يتعرض لها المسلمون الروهينغا في ولاية أراكان "راخين" وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية.