قبل أن يهدأ إعصار الفرح في قلوب السعوديين بتأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم في روسيا بعد ملحمة «الجوهرة المشعة» التي جندل فيها «الصقور الخضر» محاربي الساموراي اليابانيين، تحركت أمواج البهجة في نفوسهم وهم يشاهدون «زعيم» الكرة السعودية وهو يسقط «زعيم» الكرة الإماراتية بهزيمة قاسية في «درة الملاعب»؛ ليقترب عبر خطوة عملاقة نحو تحقيق اللقب الآسيوي الذي طال انتظاره. ما بين الفرحتين اللتين غطتا سماء الوطن، بتأهل المنتخب السعودي للمونديال، واستمرار خطوات الهلال بثبات نحو الكأس الآسيوية بفوزه على العين الإماراتي في ربع نهائي دوري أبطال آسيا، وقف السعوديون البارحة على أبواب «القلعة الخضراء» ينتظرون فوزاً أهلاوياً على بروسبوليس الإيراني ليكملوا عقد الانتصارات ليكون رفيقاً للهلال في نصف النهائي؛ لتتضاعف الحظوظ لبلوغ النهائي القاري. عودة «الأخضر» للوقوف شامخاً بين كبار منتخبات العالم، وتجدد الآمال بأن تظفر الأندية السعودية بتحقيق دوري أبطال آسيا مجدداً، هو عودة لمواصلة كتابة رواية المجد الكروي السعودي بعدما توقفت لنحو عقد من الزمان ظلت فيه اليد السعودية مرتعشة غير قادرة على إضافة فصل جديد في تلك الرواية المثيرة، ولذلك كان من الطبيعي أن يتمدد الفرح مزهواً باسطاً جسده المتعب في كل أرجاء الوطن، فتلك العودة كانت بمثابة إعادة اكتشاف للكنز الضائع. ما أكمل المشهد الرائع وأضفى عليها إضاءة خضراء باهرة ليقدمه بشكل سريالي المبادرة الملهمة لرئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة تركي آل الشيخ بإعلان مكافأة للاعبي الهلال، واعداً بمكافأة مماثلة للاعبي الأهلي في حال فوزهم، ولكل من يحقق إنجازاً للوطن، وهي رسالة تتجاوز الجانب المادي، إلى جوانب أبعد، التقط شفرتها الوسط الرياضي ما جعله يلتحم في مشهد وطني مبهر، قليلاً ما كنا نشاهده في مثل واقعنا الرياضي حيث التنافس المحموم بين الأندية؛ إذ تتمترس فيه جماهيرها عادة في خندق الميول. الأماني السعودية اليوم تعانق السحاب، فبعد تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال روسيا حيث ستتزين الساحة الحمراء في موسكو براية التوحيد في العام المقبل، بعد غياب محزن عن التواجد في أكبر تظاهرة عالمية لدورتين، ها هي الأماني تتطاول بعنقها لأجل بلوغ عنان السماء بتحقيق نادٍ سعودي دوري أبطال آسيا، ليكون حاضراً في ديسمبر المقبل في أبوظبي مع كبار أندية العالم، فلا ينتهي عام 2017 إلا والمجد الكروي السعودي قد تحقق بإعادة فرض الكرة السعودية من جديد سيادتها على القارة الآسيوية، ليكتمل معها مجد الوطن الذي يفرض نفسه في كل محفل يكون للملكة فيه وجود، وللسعوديين حضور.