تزايدت المخاوف الهستيرية من الشعوذات والسحر والطاقات الروحية السلبية والإيجابية. وهذه المخاوف ناتجة عن جهل، وضعف إيمان، وعدم معرفة الله حق المعرفة. وبالتبصر الثاقب، والتفكير المنطقي، والتحليل العلمي؛ يتضح زيف تلك المظاهر، وبطلان تلك المخاوف. حيث خلق الله الكون وفق قوانين علمية، ونواميس كونية، ولم يجعل في ملكوته وبديع خلقه ثغرات يستغلها ما يسمون بالسحرة والمشعوذين الذين يزعم بعض المشركين بأنهم يحطمون القوانين الكونية ويغيرون المشيئة الإلهية.. الكون الذي أبدعه الخالق المبدع محكم بقوانينه وأسبابه.. قال تعالى: (الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصرُ خاسئاً وهو حسير). وقد أثبت الله في كتابه أن السحر ما هو إلا مجرد خداع بصري وترهيب نفسي ليس إلا.. قال تعالى: (فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم). والله سبحانه وتعالى لا يخرق قوانينه أحد من مدعي السحر وممتهني الشعوذة.. قال تعالى: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى). ولكن مما يؤسف له أن أغلب المسلمين لم يقدروا الله حق قدره، ولم يعرفوه حق معرفته، فهم يعتقدون بأن المشعوذين يخرقون قوانينه، ويضرون خلقه بدون علمه ورغم مشيئته. بل وصل الأمر ببعض المسلمين -والعياذ بالله- أنه يحلف للبعض إرضاءً للمخلوق، ثم يستغفرون ويقضون كفارة اليمين إرضاءً للخالق. فهل هذا من معرفة قدر الله؟! قال تعالى: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون). إن من عظمة الله أنه لم يخلق كوناً مهلهلاً مليئاً بالثغرات التي تستغل لخرق قوانينه وتجاوز نواميسه. وإنما خلق كوناً محكوماً بالقوانين العلمية، مسيراً بالنواميس الكونية، وفوق ذلك يعمل بإرادته ويخضع لمشيئته. ولذلك فإن العلماء الذين يفهمون ذلك تمام الفهم، ويعرفونه حق المعرفة، وتملأ القوانين العلمية والبراهين المنطقية عقولهم، ولا تسيطر على أذهانهم الخرافات وتستحوذ عليهم الخزعبلات.. هم أتم المسلمين إسلاماً، وأنقاهم إيماناً، وأكثرهم قرباً من الله وخشيةً منه.. قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء). جيمس راندي أقام تحدياً تعهد فيه بدفع مليون دولار كجائزة لمن يستطيع أن يثبت أنه يمتلك قوى خارقة للطبيعة مثل العين والسحر، ولم يتقدم أحد رغم مرور 50 عاماً على التحدي.