في 23 يونيو عام 2006، أطلق الحكم البنيني كوفي كودجا صافرة نهاية مباراة السعودية وأسبانيا، ضمن الجولة الأخيرة لدور المجموعات لمونديال كأس العالم في ألمانيا، انتهت معها علاقة «الأخضر» بكؤوس العالم، فقد غاب المنتخب الوطني عن التواجد في مونديال جنوب أفريقيا 2010، وكرر غيابه عن التواجد في مونديال البرازيل 2014، لكنه حجز مقعده رسمياً إلى مونديال روسيا المقبل، ما بين مباراة أسبانيا وضمان الوصول إلى مونديال روسيا، أكثر من عشرة أعوام مضت من عمر الرياضة السعودية، تغيّرت فيها الكثير من ملامحها القانونية والتنظيمية وكذلك المرافق العامة، وشهدت في هذه الأعوام أحداثاً رياضية بارزة، وتحولات ما بين مونديال 2006 وعودة الأخضر إلى المشاركة من جديد في المونديال. البداية كانت مع قرار فصل الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن اتحاد الكرة، كان ذلك عام 2013 حين أعلن الأمير نواف بن فيصل عن ذلك مع بقائه رئيساً لها، وتكليف الرياضي المخضرم أحمد عيد برئاسة اتحاد الكرة، بعد ذلك جرت انتخابات فاز بها عيد لفترة واحدة، لكنه خسر مقعده مؤخراً لصالح عادل عزت الذي اعتلى كرسي رئاسة اتحاد الكرة قبل أشهر قليلة. ثاني المتغيرات في الرياضة السعودية، الأمر الملكي بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلى هيئة الرياضة وتعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً لها، قبل أن يتم إعفاؤه وتعيين محمد آل الشيخ رئيساً لهيئة الرياضة، الأمر الملكي الصادر لم يقتصر على تغيير المسميات فقط، بل كان وسيلة لتطوير الرياضة السعودية وفتح آفاق جديدة لها للتوسع والتطور في كافة المجالات الرياضية التنافسية. ثالث المتغيرات منذ مشاركة «الأخضر» الأخيرة في المونديال الألماني، كان بقرار اتحاد الكرة رفع عدد المحترفين غير السعوديين في الدوري السعودي، فقبل انطلاقة الموسم الجاري أصدر اتحاد الكرة قراره برفع عدد المحترفين إلى ستة لاعبين بدلاً من أربعة، وهذا القرار جاء للحد من ارتفاع أسعار اللاعبين السعوديين، ومساهماً في أن يبذل اللاعب السعودي جهداً كبيراً في سبيل البقاء داخل دائرة التشكيل الأساسي للأندية. السماح للأندية بالاستعانة بالحراس الأجانب، هو رابع المتغيرات التي طرت على الرياضة السعودية، فقد قرر اتحاد الكرة فتح المجال أمام الأندية لتستعين بالحراس غير السعوديين، بعد أسابيع بسيطة من مشكلة الشباب والأهلي حول الحارس محمد العويس وما ترتب من شكاوى على انتقاله لصفوف الأهلي. خامس ملامح التغيير في الرياضة السعودية، موافقة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على خصخصة الأندية المشاركة في دوري المحترفين، وتحويل هذه الأندية إلى شركات بالتزامن مع بيعها، وتنتظر الرياضة السعودية بدء العملية بشكل رسمي، والتي ستكون على دفعات والبداية مع أربعة أندية فقط حتى يتم بعد ذلك خصخصة جميع الأندية المحترفة. سادس متغيرات الرياضة السعودية، كانت بسماح اتحاد الكرة للاعبين المواليد في السعودية من احتراف اللعبة في دوري الدرجة الأولى، هذا القرار جاء بعد مطالبات دامت طويلاً للحد من هجرة المواهب إلى بعض دول الجوار، ولم تكن الدرجة الأولى إبان مشاركة «الأخضر» الأخيرة متنفساً للمواليد كروياً. خفض سقف أجور اللاعبين المحترفين، كان التغير السابع الذي شهدته الرياضة السعودية منذ مشاركتها الأخيرة في كأس العالم، فقد قرر اتحاد الكرة إلزام اللاعبين بسقف أعلى لعقود الاحتراف لا تتجاوز مليونين و400 ألف ريال، بهدف الحد من العقود المرتفعة التي تم إمضاؤها في الكرة السعودية بالأعوام الأخيرة. حين شارك المنتخب في مونديال ألمانيا 2006، كان آخر ملعب تم إنشاؤه في السعودية يعود إلى عام 1999م وهو استاد الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقطيف في المنطقة الشرقية، لكن الآن باتت الرياضة السعودية لديها مدينة رياضية متكاملة وهي التي أعلن المنتخب الأول من خلالها وصوله رسمياً إلى مونديال روسيا 2018، مدينة الملك عبدالله الرياضية هي أهم المتغيرات التي شهدتها مرافق الرياضة السعودية منذ المشاركة المونديالية الأخيرة. تاسع الأحداث البارزة في الرياضة السعودية، تتمثل بعودة النصر والأهلي إلى تحقيق لقب الدوري، فقد كان أصفر العاصمة غائباً عن لقب الدوري منذ إحرازه عام 1995، فيما يعود غياب الأهلي عن اللقب المحلي إلى عام 1984، الفريقان كسرا حاجز الغياب، فحققه النصر عام 2014، وحققه الأهلي عام 2016. عاشر الأحداث البارزة التي شهدتها الكرة السعودية، كان في عام 2012 حين اعتلى الفتح منصة التتويج بعد تحقيق لقب الدوري المحلي لأول مرة في تاريخه الكروي. «مونديال» عودة «الأخضر» إلى الواجهة