أكد مختصون في الوعي المجتمعي والاستشارات الأسرية على أهمية تفعيل الدور الرقابي، وفرض الغرامات على المخالفين، وتعزيز أطر العمل التطوعي للراغبين من الشباب والشابات في المشاركة في المحافظة على مكونات وعناصر المرافق العامة، ومنها الحدائق، حيث تمثل الرئة الطبيعية، ومتنفساً طبيعياً وصحياً لسكان الحي. مشاهد رصدتها "الرياض"، وترصدها بشكل يومي، وخاصة مع بزوغ نور الفجر، عندما تبدأ البلديات في أعمال النظافة وإزالة مخلفات من كانوا يستمتعون بتلك المسطحات الخضراء وممرات المشاة وظل الأشجار، ولا يقف الأمر على تجميع تلك المخلفات ووضعها في أكياس، وإنما تجد تلك المخلفات مبعثرة بشكل مؤسف. مفاهيم غائبة عبر أحمد البليهد -مستشار أسري- عن أسفه لوجود مثل تلك الملاحظات؛ التي تعني وجود أشخاص يعيشون بيننا بهذه الدرجة من اللا مبالاة، وغياب الحس البيئي والذوقي، ومما يزيد الأمر سوءاً أن من بين هؤلاء الأشخاص آباء وأمهات، والذين يجب أن يكونوا قدوة لأبنائهم ولغيرهم من المستفيدين من تلك الحدائق والمتنزهات والجلسات ودورات المياه والألعاب. وأشار أن المحافظة على المرافق العامة ومنها الحدائق يمثل وعياً مجتمعياً، وهنا لابد أن أستدرك وأشدد على أن ما تقوم به البلديات من وضع لوحات توعوية، ومنها على سبيل المثال "حافظ على نظافة مدينتك" أو "حافظ على حديقتك" لا تفيد إن لم تكن مغروسة كمفاهيم وقيم للمجتمع داخل عقولهم عن طريق المدارس والمنابر، لافتاً النظر إلى أن من يشترك في هذه الملاحظات هم المواطن والمقيم على حد سواء، وكذلك من الغرابة أن بعضنا عندما يسافر خارج البلاد تجده يحترم المرافق العامة التي يزورها، ولا يرمي المخلفات بينما في بلده العكس. ممتلكات الجميع من جانبه، أشار إبراهيم الربيعان -مستشار اجتماعي- أن الحدائق والمتنزهات تأتي ضمن المرافق العامّة التي تبنيها وتشيّدها الدّولة من أجل المصلحة العامّة، ومن هذه المرافق الحدائق العامة، مع حرصها على صيانتها وتطويرها باستمرار مما يعني أن هناك جهوداً لا يراها الكثيرون، وأموالاً تنفق لإيجاد مواقع يجد فيها الناس الراحة والاستمتاع مع أفراد أسرتهم، وهنا لابد من المحافظة على تلك المرافق الخضراء، وتعزيز جانب النظافة فيها، وتفعيل الدور المجتمعي من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد، والتأكيد على أهمية تلك المرافق التي تم إنشاؤها للجميع، ولابد من استشعار أن تلك الحديقة ومكوناتها هي له ولأسرته ولجميع أفراد الحي، ومن هنا لابد من المحافظة عليها باعتبارها جزءاً من ممتلكاته. وأضاف: إن استخدام الناس للحدائق ينقسم إلى قسمين، قسم سلبي وآخر إيجابي، إذ إن الاستخدام السلبي يعني استخدام هذه الحدائق بطريقة سلبية مما يعرضها للإتلاف، وبالتالي خسارة الدولة للأموال بسبب سوء تصرف بعض مرتادي هذه الحدائق، وحرمان الناس من الاستمتاع والاستفادة من هذه الحدائق، أما القسم الإيجابي فهو من يستخدم هذه الحدائق بطريقة حضارية، متاحة لجميع مرتاديها؛ ليتم الاستفادة منها بشكل سليم ومفيد، دون إتلاف أو تعد أو تخريب أو تعريض الناس لخسارة الاستفادة منها، أو خسارة الدولة للمال بسبب سوء سلوك مرتادي هذه الحدائق، مع العلم أن تلك الحدائق العامة هي متنفس الناس في المدينة، وهي أشبه بالرئتين تشدنا دوماً بجمالها وظل أشجارها وعطر ورودها والنوافير والألعاب المتوفرة فيها، ولهذا فنحن نرى اهتمام البلديات في المدن فيها اهتماماً كبيراً، وعلينا أن نوصل رسائل بأشكال مختلفة عبر وسائل الإعلام بضرورة أن يدرك الجميع ضرورة المحافظة على هذه الحدائق من أجل الحفاظ على بيئة نقية سليمة لما للأشجار من دور كبير في امتصاص الغازات السامة، وتنقية الهواء بنشر الأوكسجين النقي الضروري لحياتنا، واحتواء التلوث الناجم عن السيارات والمصانع والتخفيف من حدته، والذي يؤثر سلباً على حياتنا مما يجعلنا نحس بالتعب والإرهاق. أدوار مفقودة من جهته أكد عبدالمحسن الخضيري -باحث اجتماعي- على أهمية تفعيل الدور الرقابي في نفس الوقت في تعزيز الجانب الإيجابي في المحافظة على الحدائق أو المتنزهات الأخرى التي يقصدها المتنزهون، مؤكداً أن فعالية التوعية والنصح غير مجدية ما لم يكن هناك رقابة ممثلة في وضع مراقبين أو كاميرات في جميع جوانب الحدائق، كذلك تفعيل الجانب التطوعي في نفوس شباب وشابات الحي وطلاب الجامعات، وتحفيز هذا الجانب لدى الجامعات باعتبار أن العمل التطوعي يعد جزءاً من تكوين شخصية الطالب والطالبة، ومحفزاً كبيراً في اعتباره نقاطاً تساهم في المعدل الأكاديمي، خلاف أنها تفيد الطالب أو الطالبة في الاستفادة من تلك الخبرات عند إعداد السيرة الذاتية، مستدركاً أنه لا يقف الأمر على الطلاب والطالبات بل حتى ممن هم على رأس العمل من الموظفين؛ فالعمل التطوعي يساهم فيه حتى المتقاعدون الذين يجدون متعة كبيرة عند تركهم العمل الوظيفي إلى العمل المجتمعي. المحافظة على نظافة المتنزهات مسؤولية الجميع اللوحات الإرشادية لم تحد من رمي النفايات في غير أماكنها المخصصة أحمد البليهد عبدالمحسن الخضيري