العيد مبارك على وطني وأهل وطني, العيد مبارك على كل محب مخلص ونبيل يعطي للوطن حبا فيه وصدقا في رغبة ارتقائه للأعلى إلى حيث يستحق وطني وأهل وطني...., العيد مبارك لمن يقف عند الحد الجنوبي لنكون آمنين في الداخل, العيد مبارك لمن يقف معالجا مريضا ولمن يساهم في رعاية مسن وحماية طفل, العيد مبارك لمن يقف في رعاية حجاج بيت الله مؤكدا للعالم أن حجاج بيت الله في رعاية الله ثم في رعاية حكام ومجتمع لا يمل من خدمة زوار بيت الله، العيد مبارك للقارئ الكريم... بالأمس واليوم وغدا تنحر الخراف بمئات بأعداد تفوق مئات الألوف, حيث تنحر الأسرة الواحدة غالبا أكثر من خمس أضاحي ويزداد العدد مع ازدياد عدد الأبناء والعكس صحيح. جميل منا الاقتداء بسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام, وجميل منا أيضا إدراك المعنى والحكمة. الهدف طاعة الله وارضائه من خلال الاقتداء بسنة نبيه, إذن أمامنا متسع من العمل للطاعة وفق رؤية أكثر موضوعية وأكثر عملية, ومن خلالها ينمو العمل الصالح من ناحية ويقل أيضا استهلاك الثروة الحيوانية. سبق وكتبت مرارا عن الموضوع, كنت أعتقد أن الوعي أو التغيرات الاقتصادية ستكون عناصر مؤثرة في الاقلال من النحر المتعدد في البيت الواحد, ولكن مازال الوضع يتكرر كل عام. السؤال ماذا لو تم إنشاء وقف خاص بالراغبين في دفع ثمن الأضحية لعمل خيري راجين قبوله من رحمن رحيم, بمعنى إنشاء جمعية وطنية خاصة بجمع أثمان الأضاحي وتحويلها لأعمال خيرية داخل البلاد وليس خارجها, بمعنى أن تكون لأهل مدن أصحاب التبرعات أو القرى المحيطة بهم. مثلا يتم تحويل أسعار أضاحي الأهالي لبناء مراكز طبية أو تعليمية أو منح دراسية للمحتاجين المتميزين أو دعم أبحاث علمية تخدم الإنسانية عموما, هنا سيكون خيرها دائما وستكون صدقة دائمة الأجر للميت وأهله وللوطن عموما. وأؤكد مرة أخرى ضرورة أن تكون أموال تلك الشعيرة داخل الوطن ويُمنع خروجها لأي مكان في العالم أيا كان, بل وضرورة معاقبة من يقوم بغير ذلك خاصة وأن البعض للأسف استغل رغبة المواطنين في الإحسان وحول أموالنا لجمعيات ومؤسسات تعيدها سكينا لخاصرتنا. نعود لفكرة تأسيس وقف الأضاحي بحيث يكون واحدا من نشاط مؤسسات المجتمع المدني ويخضع لرؤية غير تقليدية في العمل الخيري, ويطرح مبادرات إبداعية تسد احتياجات وطنية وتضيف للمواطن خدمات يحتاجها, مثلا إنشاء مركز لغسيل الكلى في القرى المجاورة للمدن لخدمة الأهالي بدلا من حضورهم المستمر للمدن مما يشكل إرهاقا للمريض وأهله وضغطا على مستشفيات المدن, أو ابتعاث طالب متميز ولكن غير مقتدر أو تمويل بحوث علمية تخدم نتائجها الإنسانية في علوم الطب أو التقنية أو الثروة المائية أو استخدام الطاقة الشمسية. نحر تلك الأضاحي ثم إعادة توزيعها حسب نظرية عطوهم مثل ماعطونا أخرجتها من سياقها والحكمة فيها ناهيك عن ضررها على الثروة الحيوانية الوطنية مع ارتفاع عدد المضحين في الأسرة الواحدة.