جامعات المملكة تصنف في قمة قائمة الجامعات العربية، وكوادر هذه الجامعات هم حصيلة ثقافات جامعية وبحثية عالمية، إن جهود الكوادر البحثية في الجامعات ومراكز الأبحاث في المملكة تنعكس بكمية النشر العلمي في المجلات العلمية المحكمة سنوياً حيث إن معدل تزايد عدد الأوراق العلمية المنشورة في مجال الطب والطب الحيوي من عام 2009 إلى 2012م بلغ 20٪ ليصل إلى 428 ورقة بحثية منشورة في عام 2012م بحسب إحدى الدراسات، كما يمكن تقدير قيمة البحث العلمي في المملكة بقدر الإنفاق عليه في كافة المجالات والذي بلغ نحو 6.75 مليارات ريال في عام 2015م لتحتل بذلك المملكة المرتبة السابعة والثلاثين عالمياً. إلا أن هذه الجهود غير منظمة فنجد تكرار الأفكار البحثية وانتفاء تجانس أساليب وأدوات هذه الأبحاث فلا يمكن الاستناد عليها لمعرفة الأنماط مع مرور الزمن وبالتالي لا يمكن لجهات اتخاذ القرار الاستناد إلى ما ينشر فيها. بعكس ما نشاهده في المملكة المتحدة على سبيل المثال وجود عملية منظمة من التواصل بين القطاعات والمراكز البحثية، مما يساهم في توثيق كافة الأبحاث لمنع التكرار وتنظيم الأفكار البحثية بالتواصل مع جهات صنع القرارات للبحث بحسب ما يحتاجه صانع القرار فيمكنه بالتالي الاستناد إلى ما ينشر. من جانب آخر إن هذا التنظيم على مر السنوات أشعر الباحثين في المملكة المتحدة بتقييد الأفكار وانتفاء فردية الفكرة البحثية مما أدى إلى تهجير الأفكار البحثية إلى بلدان أخرى ومنها المملكة العربية السعودية حيث لا قيود تحول دون اختيار الباحث لفكرته العلمية. فما الضير من الاستفادة من هذا التوجه لتطوير منظومة البحث العلمي في المملكة. إن وجود منصة بحثية موحدة في المملكة لرصد جميع ما يتم بحثه في الجامعات السعودية أو من قبل المبتعثين أو المراكز البحثية من جانب بإضافة العناوين والمختصرات البحثية ومن جانب آخر تتواصل مع جهات اتخاذ القرار لتوثيق ما يحتاجه هذا الجانب من معلومات وتدرجه كمقترحات بحثية للباحثين الجدد. بهذه الآلية يتم تعزيز دور الباحثين ومراكز الأبحاث بإسناد مهمة البحث العلمي لهم واتخاذ القرار وتنفيذ تبعاته للجهات المعنية وبالتالي تعود بالنفع على كلاهما على مستوى كفاءة جهات اتخاذ القرار وتوفير معلومات دقيقة من قبل الباحثين بأدوات بحثية صحيحة. * باحثة أكاديمية