تدهورت صحة عدد من السجناء السياسيين في سجن جوهردشت الإيراني، عقب مرور 25 يوماً على إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على القمع الوحشي الذي يواجهونه على أيدي السجانين. وقالت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس إن السجناء أضربوا الطعام منذ 30 يوليو عقب اقتحام وحشي شنه الجلادون على القاعة 12 للعنبر 4 في سجن جوهردشت، ونهبوا ممتلكاتهم ونقودهم وسرقوا بطاقاتهم البنكية وأفرغوا حساباتهم، حتى النظارات الطبية لم تسلم من التحطيم، ثم نقلوهم إلى قاعة أخرى تسودها ظروف قاسية. وأضافت الأمانة أن السجناء المضربين وعددهم 18 يطالبون بإعادة حاجياتهم ونقودهم المنهوبة، مشيرة إلى أن غالبيتهم غير قادرين على الحركة، ويعانون من أمراض مختلفة منها أمراض القلب والرئة والكلى، والعديد منهم مصابون بصداع مزمن وأمراض الأعصاب بسبب بث التشويش عليهم. وتابعت أن فقدان أجهزة التبريد في حرارة الصيف في الوقت الذي تُغلق فيه كل النوافذ بصفحات معدنية تمنع دخول الهواء، زاد من تدهور الحالة الصحية للمصابين بأمراض تنفسية، كما أن عدم وجود المواد الصحية مثل الصابون قد تسبب بانتشار أمراض جلدية بين السجناء الذين لا يمتلكون حتى ملابس كافية. وأردفت الأمانة أن الجلادين لا يسعفون السجناء بالعلاج، بل حتى الأدوية التي تجلبها أسرهم بتكاليف باهظة يتم ضبطها أو نهبها، موضحة أن السجانين يضايقون السجناء باستمرار ويضغطون عليهم بتهديدهم بالنقل إلى الحبس الانفرادي من جديد، كما تم إبلاغ المحكوم عليهم بالإعدام بأن أحكامهم ستوضع في جدول الأعمال بوتيرة أسرع في حال استمرار الإضراب. من جهة أخرى، احتشد قرابة ثلاثة آلاف من المتقاعدين الثلاثاء في مختلف المحافظات والمدن الإيرانية من بينها العاصمة طهران للمطالبة بزيادة رواتبهم ومستحقات الضمان الاجتماعي وإطلاق سراح المعلمين المعتقلين. وأفادت أمانة المقاومة بأن تظاهرة المتقاعدين تأتي في وقت مازالت تتواصل فيه التظاهرات والاحتجاجات من قبل آلاف الإيرانيين الذين نُهبت أموالهم من قبل المؤسسات المالية التابعة لقوات الحرس الثوري الإرهابية وعدد من الجهات الحكومية في طهران ومشهد وغيرها من مدن البلاد. بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن مهابادي إن ذاكرة تاريخ إيران سجلت ما أصدره الخميني من فتاوى لا إنسانية ضد الشعب الإيراني، أولها صدور الفتوى ضد الأحرار وعلى رأسهم مجاهدي خلق وبالتالي على الشعب الكردي المضطهد في إيران، حيث تستمر هذه الجرائم يومياً من قبل عناصر نظامه بلا توقف حتى يوم واحد. وذكر مهابادي أن الخميني أصدر فتاوى متتالية ليجعل ممارسات القمع والمجازر في إطار قانوني، وشكل على ضوئها مؤسسات حكومية لارتكاب هذه المجازر، معتمداً على سياسة التفريق بين مختلف شرائح الشعب على أسس طائفية وعرقية لخلق الصراعات بينهم ليبرر بها قمع الحريات وعدم تلبية مطالب الشعب. واستطرد أن اعتراف الملا علي فلاحيان الذي كان يرأس المخابرات وقتها بأن الخميني أصدر فتوى تؤكد وجوب إعدام جميع أعضاء مجاهدي خلق ومن يوزع جريدتهم أو يشتريها، إلى جانب إعلان حراك المقاضاة لمحاكمة المتورطين في سفك دماء أكثر من 30 ألف سجين سياسي عام 1988، تسببا في إفشال مساعي خامنئي بتنصيب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران حيث كشف الحراك تورطه في هذه المجزرة. وأكد مهابادي أن نظام الملالي أمام أكبر تحد لا مفر منه لإحالة خامنئي وأزلامه للمثول أمام العدالة لمقاضاتهم على جرائمهم بحق الشعب الإيراني خاصة مجزرة 1988 والتي تعد أكبر جريمة ضد الإنسانية بعد الحرب العالمية الأولى.