بدأ النظام الإيراني يسلك طريق الانهيار في ظل التشققات في أجنحته عقب اضطرار علي خامنئي للتخلي عن أفضل بيدق في جعبته "رجل الإعدام والسجن" إبراهيم رئيسي "الذي ورد اسمه خلال الأشهر الأخيرة بمثابة خليفة لخامنئي" في حلبة المنافسة في إطار الصراع الدائر على السلطة. ويعيش خامنئي في مأزق قاتل وظهر في أضعف صوره، حيث لم يتمكن رئيسي من تبييض ماضيه الدموي في مسرحية الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها حسن روحاني، خاصة دوره البارز في إعدام السجناء السياسيين وبذات مجزرة ال30 ألف سجين سياسي في عام 1988. وقال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني عبدالرحمن مهابادي إن جميع بيادق خامنئي احترقوا بسبب مشاركتهم في سجل النظام الأسود لمدة 38 عاماً، فلذلك كان من الواضح منذ بداية الانتخابات أن المنافسة ستكون بين رئيسي وروحاني وأن المرشحين الأربعة الآخرين ليس لهم دور إلا صورياً. وأضاف مهابادي: بعد أن أصبح ترشيح روحاني ورئيسي أمراً قطعياً، بدأت هزالة وضعف النظام، فكلاهما لديهما سمعة سيئة لدى الإيرانيين، فقد سمى المواطنون رئيسي ب«رجل الإعدام والسجن» وروحاني ب«الرجل المحتال والكذّاب»، ولعبا أعلى دور في السجل الأسود للحكم. وأردف أن دوراً رئيسياً في إبادة السجناء رسم له وجهاً كريهاً وبغيضاً بحيث لم يستطع تبييض ماضيه، خاصة بعد أن انطلقت حركة للمقاضاة من أجل السجناء الذين تمت إبادتهم في المجزرة وذلك على المستوى الدولي من قبل المقاومة الإيرانية والتي أعلنتها السيدة مريم رجوي. واستطرد مهابادي أن روحاني ومنذ بداية السنوات الأولى لمجيء النظام كان يدعو إلى إعدام المعارضين على الملأ، وفي ولايته الأولى نفذ النظام أكثر من 3000 عملية إعدام، كما أن هناك وثائق دامغة تؤكد دوره في اغتيالات ضد أعضاء المعارضة. وأشار إلى تصريحات روحاني التي أكد فيها مرات عدة خلال المناظرات في تمثيلية الانتخابات أنه كان على علم بملفات الاختلاسات وأعمال النهب الضخمة من قبل مرشحي الجناح المنافس ومنهم الحرسي قاليباف ولكنه تعمد التستر عليها. وأكد مهابادي أن مسرحية الانتخابات هذه المرة كانت من بدايتها وإلى نهايتها مرتبطة بملف مجزرة 1988، لافتاً إلى أن الكراهية والنفور العام تجاه رئيسي والخوف من المقاضاة بلغ حداً أجبر الكثير من الملالي وحتى ملالي كبار من جناح خامنئي على رفض تأييد رئيسي الجلاد وأصبحوا متناغمين مع روحاني الجلاد، ومنيت بالفشل الذريع مساعي خامنئي لتنصيب رئيسي في كرسي الرئاسة وتوحيد نظامه القروسطي لاحتواء الأزمات وحفظ توازن نظامه في ظل الظروف الخطيرة داخلياً وإقليمياً ودولياً وهذا من علامات نهاية هذا النظام المهترئ. وشدد على أن هزيمة خامنئي ورئيسي ستزيد من الأزمات والمآزق داخل النظام وستكشف بسرعة عورته في مواجهة مطالبة الشعب بشرائحه المختلفة بمستحقاتهم المسلوبة، وستمهد الطريق لانتفاضة شعبية واندلاع الربيع الإيراني. وتأكيداً على زيادة الانشقاقات في أجنحة النظام، تعهد المتشددون الذين ساءهم إعادة انتخاب روحاني بمواصلة تنفيذ برنامجهم المتشدد، وأكد بعضهم أن حملته الساخرة على مرشحهم "رئيسي" سيكون لها رد فعل. وقال رئيسي في أول تعليقات بعد الانتخابات إنه لا يجب تجاهل ما يقرب من 16 مليون ناخب أيدوه. وأفاد ائتلاف مؤيد لرئيسي من الأحزاب بأن الانتخابات "ليست النهاية بل البداية". ويبدو أن هذه البداية ستكون بداية النهاية لهذا النظام الذي قمع ونهب الشعب طيلة 38 عاماً ونشر الإرهاب والتطرف في العالم أجمع.