بعد صراعات ومخاض عسير لتشكيل حكومة الرئيس الإيراني في الدورة الرئاسية الثانية قدم روحاني حكومته الجديدة إلى ما يسمى بمجلس الشورى الإيراني بما فيهم وزير الدفاع الجديد العميد أمير حاتمي القادم من الجيش وليس من الحرس الثوري للمرة الأولى منذ عقدين، والذي أكد على استمرار نهج سلفه الإرهابي في التمدد والتوسع والتدخل في شؤون الدول العربية وأيضا مخالفة الأعراف والقوانين الدولية خاصة القرار الأممي رقم 2231 الذي يطالب نظام طهران بوقف برنامجها الصاروخي الذي يهدد السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط. تحدث الوزير الجديد أمام أعضاء المجلس وقال "سوف نرفع قدراتنا الصاروخية المتعددة خاصة الصواريخ البالستية" و"كروز" كما أشاد بدور فليق القدس الإرهابي وقائده قاسم سليماني وتعهد بمواصلة الدعم لما يسمى "محور المقاومة"، لا أريد الخوض في فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني ونشاطاته الإرهابية فقد كتبت سابقاً عنه. يقول وزير الدفاع في كلمته إن الأعداء يحاربون طهران من خلال الاعتماد على الإرهاب التكفيري والحروب بالنيابة في حين يعرف الجميع أن هذه هي إستراتيجية النظام الإيراني في التغلغل والتوسع في المنطقة العربية وذلك من خلال استضافة قادة التنظيمات الإرهابية وتقديم الدعم المباشر وغير المباشر لهذه التنظيمات التي تعمل تحت أسماء "سُنية" وهي في حقيقة الأمر لم تخدم سوى المشروع التوسعي الإيراني ومثال داعش التي تعتبر الجرافة التي تمهد لتواجد إيران في أي منطقة تريد طهران السيطرة عليها وضمها لإمبراطورية الولي الفقيه المستقبلية وهناك العديد من الأمثلة كالموصل ومدينة ديالى القريبة من الحدود الإيرانية التي هُجر أهلها. أما الحرب بالوكالة فهذه صناعة إيرانية بامتياز فوكلاء وعملاء طهران منتشرون في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين والكويت وحتى أفريقيا لم تسلم من شر ملالي طهران. من الواضح والمؤكد في تركيبة حكومة روحاني الجديدة، وجود عدة وزراء فرضوا على روحاني كما هو الحال في الحكومات السابقة حيث يتم تعيين عدة وزراء من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي وبمباركة كبار ضابط الحرس الثوري. ما لفت انتباهي في تصريحات وزير الدفاع التي نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة هو وصفه لوزارة الخارجية الإيرانية واعتبارها المكمل لوزارة الدفاع وفيلق القدس الإرهابي وقوله: «في مجال الدبلوماسية الدفاعية، نحن نعتبر وزارة الدفاع هي المكمل لجهاز السياسة الخارجية وننوي العمل الجاد معاً من أجل إيجاد الأمن والاستقرار والثبات ولعب دور أكبر على صعيد المنطقة والعالم». تصريحات الوزير الجديد تؤكد وبوضوح إلى أن النظام الإيراني لم يرتقِ لمستوى إدارة دولة بحجم إيران الواسعة ذات التنوع القومي والثقافي والمذهبي حيث يتصرف هذا النظام وكأنه منظمة ارهابية ذات جناحين ،جناح عسكري وآخر سياسي، والجناح العسكري هو الحرس الثوري وفيلق القدس ومخلفاته من المليشيات والعصابات الإرهابية المنتشرة في المنطقة. وأما الجناح السياسي يتمثل بوزارة الخارجية الإيرانية بقيادة محمد جواد ظريف كما قال وزير الدفاع الإيراني الجديد والتي تسعى إلى قطف ثمار الجناح العسكري (الإرهابي) وتثبت ما تحقق لهم من مكاسب توسعية على حساب العرب وذلك من خلال حث المجتمع الدولي والدول الإقليمية على قبول سياسة الأمر الواقع.