خصص البرلمان الإيراني مبلغ 300 مليون دولار لفيلق القدس من أجل مكافحة الإرهاب، عنوان هذا الخبر ليس مزحة بل خبراً رسمياً نشر في وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية يوم أمس. وجاء في الخبر "خلال الاجتماع المفتوح لمجلس الشورى الإيراني والذي عقد لمناقشة مشروع مواجهة الممارسات الأميركية المتهورة ووفقاً للمادة 12 من المشروع فقد تم تكليف الحكومة بتخصيص مبلغ 10 آلاف مليار ريال إيراني (نحو 300 مليون دولار أميركي) لفيلق "القدس" التابع للحرس الثوري وذلك لمكافحة الإرهاب والحفاظ على مكاسب(تدخلات) نظام ولي الفقيه بالمنطقة". المضحك المبكي في هذا القرار هو أن الجميع بات يعرف أن فيلق القدس هو الجهاز العسكري المكلف بتصدير الثورة الخمينية، والمسؤول عن كل العمليات الإرهابية خارج إيران ويرتبط مباشرة بمرشد إيران علي خامنئي مع أنه تابع تنظيمياً للحرس الثوري. يتولى فيلق القدس مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها تحتلها إيران سياسياً وتسيطر على قرارها مثل لبنان، العراق، أفغانستان، وسورية، وحماس، والحوثي أو متغلغلة في أوساطها من خلال كوادر السفارات الإيرانية في الخارج حيث معظمهم من ضباط فيلق القدس، يعملون بغطاء دبلوماسي. فيلق القدس هو رأس الإرهاب بقيادة الإرهابي الأول "قاسم سليماني" الذي يتعمد بالتقاط صوره بين الجثث تارة في العراق وأخرى في سورية، وذلك من أجل تغذية التأجيج الطائفي وشحنه، فيلق القدس هو الذراع الخارجي للإرهاب وتمدد نظام طهران وهو المشرف على كل المليشات المتطرفة في العراق، وسورية، ولبنان، واليمن، وأفغانستان، وكذلك كل الإرهابيين والجواسيس الذين تم القبض عليهم خارج إيران هم صناعة فيلق القدس ولهم ارتباطات وثيقة بحسب التحقيقات وآخرها خلية العبدلي . هناك مهمات كثيرة لفيلق القدس منها وجود مراكز تدريب للأجانب للانضمام إلى الملشيات والتدريب على تنفيذ الأعمال الإرهابية لتحقيق أهداف نظام طهران في مختلف دول المنطقة. هذا الدعم السخي من نظام طهران لفيلق القدس يعني أن هذا النظام مستمر في مشروعه التوسعي، وكأنما كل هذه الوحشية والكوارث الإنسانية والمجازر الممتدة من صنعاء حتى بيروت مروراً ببغداد، ودمشق ،وعشرات العواصم والمدن العربية لم تكن كافية ولم تشفِ غليل حكام إيران وتحد من كراهيتهم للعرب. كل هذه التصرفات الحمقاء من نظام طهران، ولا زال الغرب للأسف يتعامل معه ويفاوض وينسق، في حين أن الواجب يقتضي تصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية بكل فروعها، وأن تكون هناك عقوبات شاملة عليهم وعلى كل من يتعامل معها إذا كانت فعلاً الدول الغربية جادة في القضاء على الإرهاب واستئصال هذا السرطان من المنطقة، فلن يكون هناك استقرار إلا بزوال هذا النظام وحرسه الثوري.