وجه وزير حوثي في ما تسمى بحكومة الانقلاب في صنعاء تحذيرات لحزب المخلوع صالح على خلفية تحركاته الأخيرة التي فهم منها الحوثيون أنها رسائل موجهة إليهم. وفي مؤشر على ارتفاع القلق المتبادل بين شركاء الانقلاب والخراب، وبما يدل على وصول الخلافات إلى مرحلة متقدمة بينهما، قال الوزير الحوثي حسن زيد وهو من الشخصيات المؤثرة داخل التنظيم السري للسلالة الحوثية مخاطباً حزب المخلوع: عليهم التفكير في العواقب وعدم ترك المغرورين يحددون مسار الحزب. ويعيش شركاء الانقلاب والحرب خلال الآونة الأخيرة قلقاً كبيراً مع انهيار الثقة بينهما، إذ عبّر زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي وكيل الإيرانيين في اليمن عن قلقه جراء تزايد نشاط حزب المخلوع وعملية التحشيد التي يجريها المخلوع للاحتفال بالذكرى ال35 لتأسيس حزبه. وحذر الصحفي محمد عائش المقرب من عبدالملك الحوثي من انفجار حرب وشيكة بين شريكي الانقلاب إذا لم يكبر أحدهما دماغه -على حد وصفه- مشيراً إلى أن العلاقة بين شركاء الانقلاب موضوع مقلق، والأمور ليست على ما يرام ، وقد تشهد الفترة المقبلة تطورات دراماتيكية. ولا يخفي الحوثيون انزعاجهم من الفعالية التي يحشد لها حزب صالح المقررة في 24 أغسطس الجاري لإحياء الذكرى 35 لتأسيس الحزب، حيث يرون أن الحشود التي يرتب صالح للاستعراض بها ستفضح حضورهم وستظهر أنها مجرد شرذمة داخل صنعاء. ويصل الأمر بقيادات في حزب صالح إلى الصراخ علناً للتعبير عن مستوى الغضب من تغلغل الحوثي وتحكمه بمؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية المستلبة، واستحداث لجان إشرافية حوثية تكبّل أنصار المخلوع داخل تلك المؤسسات. ويرى الحوثيون أن إعلام حزب صالح يزايد عليهم عبر تحميلهم مسؤولية الفشل والدمار وتبعات الحرب، ويؤكدون أن صالح شريك أساسي في الحرب ولا يزال فاعلاً فيها. من جانبها، أكدت منظمة «رايتس رادار» في تقرير لها أن مليشيا الحوثي والمخلوع صالح ارتكبت انتهاكات وحشية بحق قبائل أرحب الملاصقة للعاصمة صنعاء ووثقت 3997 انتهاكاً لحقوق الإنسان في القبيلة خلال الفترة من ديسمبر 2014 إلى ديسمبر 2016، وتنوعت تلك الانتهاكات بين أعمال قتل واختطاف وإخفاء قسري وتفجير منازل. وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء عبدالكريم ثعيل: إن الانتهاكات لم تقتصر على قبيلة أرحب فقط، بل طالت قبائل همدان وبني مطر والحيمة الداخلية والحيمة الخارجية وخولان وبني حشيش وقبائل عمران. وأضاف ثعيل إن قبائل طوق صنعاء تعرضت لجرائم بشعة من قبل مليشيات الانقلاب، ومن أبشع تلك الجرائم التي ترتقي بعضها إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية ومنها القتل. والاختطاف والإخفاء والتعذيب حتى الموت، والتهجير قسراً، وتفجير المنازل والمؤسسات، وتدمير المزارع ونهب ممتلكات المواطنين.