تتسع دائرة التباينات والخلافات بين ثنائي الشر والانقلاب المتجسد في الحوثي والمخلوع صالح يوماً بعد آخر، وسط دعوات يطلقها ناشطون حوثيون لفرض قانون الطوارئ للحد من تزايد نشاط ما يسمونه "الطابور الخامس" في إشارة إلى بعض أعضاء حزب المخلوع الذين يطالبون بالحد من تغول جماعة الحوثي على حساب حزب المؤتمر داخل مؤسسات الدولة اليمنية. وفي خطوة يراها الحوثيون استفزازية وامتحان من حزب صالح لمدى صبر الجماعة، تتواصل عملية التحضير من قبل المخلوع للاحتفال بذكرى تأسيس حزب المؤتمر في العاصمة صنعاء في 24 أغسطس الجاري، فيما يُبدي حوثيون قلقاً جراء تزايد نشاط الحزب خلال الآونة الأخيرة، إذ يعتبرون تفعيل تحركاته وأنشطته رسالة موجهة للجماعة مفادها بأن الحزب لن يصبر كثيراً على ممارسات الإقصاء والتهميش والإذلال التي تتعرض لها كوادره في مؤسسات الدولة من قبل المشرفين الحوثيين. وعلى الرغم من طبيعة التحالف الأمني بين الحوثي وصالح وعدم قدرتهما عن التخلي عن بعض بسبب الاختراق المتبادل بينهما والذي قد يؤدي تصفيات متبادلة بينهما، إلا أن المساجلات والملاسنات بين قواعد ثنائي الانقلاب تتصاعد وتأخذ أشكالاً متعددة وصلت إلى الحد الذي طالب فيه وزير حوثي في ما يسمى حكومة الانقلاب في صنعاء للتخلص مما وصفه بمصدر الخطر في إشارة إلى حزب صالح. وقال وزير الشباب والرياضة حسن زيد المحسوب على الحوثيين داخل الحكومة: إن "مصدر الخطر في الحنش رأسه ونقطة ضعفه أيضاً" داعياً إلى ضرب الخطر في رأسه للقضاء عليه، في إشارة إلى ضرب صالح، وفي الوقت نفسه حذر الوزير الحوثي أنه لا يمكن أن يسلموا رقابهم للذبح، مخاطباً أنصار المخلوع بأن يتوقفوا عن اختبار جماعة الحوثي وصبرها. وفي مؤشر على اتساع الشرخ بين أنصار الحوثي وقطاع واسع من حزب المؤتمر، أخذ الخلاف بينهما يمتد إلى المتاجرة بقتلاهم في الجبهات، حيث دعا المخلوع صالح في بيان صادر عن مكتبه أول أمس الأحد، إلى رفع صور القتلى في احتفال ذكرى تأسيس الحزب المرتقب دون رفع شعار الصرخة الحوثية، وتساءل محامي المخلوع محمد المسوري، عما إذا كانوا قتلى الجماعة أم الحزب، في حين دعا الحوثي إلى رفع صور قتلى الجماعة مع الصرخة الخمينية بكثافة وهو ما تسبب بملاسنات في مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار ثنائي الانقلاب. وترى القيادات الحوثية العقائدية: أن أي حشود جماهيرية لحزب المخلوع تقدم الجماعة باعتبارها حركة طائفية متطرفة منسلخة عن الجماهير وغير قادرة على البقاء إلا بالسلاح، وقد دعا عبدالملك الحوثي في آخر خطاب له إلى عدم التعامل مع المرحلة وكأنها مرحلة انتخابات، معبراً عن انزعاجه من الدعوات المؤتمرية للحشد الجماهيري وهدد بطريقة ضمنية بإمكانية فرض الطوارئ اضطراراً، ما دفع بالمخلوع صالح إلى تجديد تأكيده الالتزام بالسير تحت قيادة عبدالملك الحوثي في الحرب على اليمنيين. ووجهت قيادات في حزب المخلوع صالح اتهامات لحليفها الحوثي بالسعي إلى إفشال تحركات الحزب، فيما أكد عضو اللجنة الدائمة لحزب صالح عادل الشجاع: إن "جماعة الحوثي دمرت كل شيء، ودمرت نفسها وتعتقد أن استمرارها في الفوضى سيمكنها من الاستمرار في خداع الناس" لافتاً إلى أن أيام الجماعة قربت داعياً كل من يريد أن يكفر عن نفسه من هذه العصابة الحوثية أن يتخلى عنها، ومتهماً حزبه بالسباحة ضد الإرادة الدولية عندما قدم غطاء لجماعة الحوثي.