توجيه خادم الحرمين باستضافة الحجاج القطريين يؤكّد ثابتاً لايتغيّر أن المملكة تعتبر الشعب القطري جزءاً من كل المنظومة الاجتماعية الخليجية وأن لا علاقة له بسياسات الحكومة القطرية التي فقدت بوصلة اتجاهها وأدخلت نفسها في نفق لاتعرف هي نهايته. رد بليغ حكيم من خادم الحرمين على الدعوى القطرية بتسييس الحج وتدويل الأماكن المقدسة، فهذه الشعيرة لا علاقة لها بالسياسة أياً كانت تلك السياسة، فالحج موسم ينتظره المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها تلبية للدعوة الربانية (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، موسم كله عطايا ورحمة ومغفرة من رب العباد، وفي الحديث الشريف عن المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)، إذن هو موسم عبادة لكل المسلمين وفق ضوابط وتنظيمات تكفل لهم أداء شعائرهم بكل راحة ويسر وأمن وطمأنينة. المملكة لاتفرّق بين مسلم وآخر، بل كونها مسؤولة مسؤولية تامة مباشرة عن الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة فهي تضطلع بمسؤوليتها على أتم وجه وتقوم بواجباتها خير قيام، والتوجيه الملكي باستضافة أشقائنا في قطر ليؤدوا فريضة الحج يأتي في سياق الاهتمام بأمور المسلمين فكيف بنا إذا كانوا قاصدي الأراضي المقدسة ليؤدوا فريضة الحج؟ بكل تأكيد الاهتمام سيكون في أفضل حالاته، فدائماً ما تكون لخادم الحرمين الشريفين اليد العليا في كل قضايا العالم الإسلامي الذي يقدّر ويثمّن أيما تقدير الأدوار التي تقوم بها المملكة في الذود عن الأسلام والمسلمين، وكون حكومة قطر حاولت من خلال طرح لا يليق بدولة مسلمة أن تطرحه يمس رعاية المملكة للأماكن المقدسة وموسم الحج فهذا أمر لا تلقي المملكة له بالاً، كون ذلك الطرح يفتقد للمنطق ويركن إلى الأكاذيب التي لا تنطلي على أي مسلم زار المملكة وشاهد بأم عينه الرعاية الفائقة والاهتمام غير العادي بكل صغيرة وكبيرة في أمور ضيوف الرحمن. حكمة قادة المملكة مشهود لها، وأي محاولات دنيئة لتشويه المسؤولية التي تقوم بها في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة مردودة على من أطلقها وستظل عاراً يلاحقه طوال الزمن.