بداية النهاية كانت عندما نشر موقع وكالة الانباء القطرية وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات لأمير قطر كانت مسيئة للعرب وللمسلمين، وبعد ساعات من الاستهجان وردود الفعل الغاضبة من التصريحات بدأ مسلسل "مزاعم الاختراق". لم تجد قطر طوق نجاة من هذا المأزق إلا التعلق بقشة "الاختراق", توعدت حكومة تميم بتشكيل لجنة تحقيق لكشف خيوط ما اسموه اختراقا، وكانت الكارثة ان نتائج التحقيق كانت جاهزة قبل تشكيل اللجنة وقبل التحقيق. التخبط والتلفيق أقل ما يمكن قوله في وصف مراحل التحقيق, بعد سويعات من بث تصريحات تميم, اتهمت قطر إحدى دول الخليج بانها خلف ما زعموا انه "اختراق" .بعد اجتماع المحققين القطريين وعدد من الاميركان الذين جلبهم القطريون, نجد نتائج التحقيق في صحف منسوبة ل "مصادر", سلسلة الاتهامات كانت كالتالي, اتهمت اللجنة أن "الاختراق" كان من روسياً, غضب وزير خارجيتها واستنكر هذا الاتهام, تحول هذا التلفيق بصورة مختلفة ليكون اتهاماً بانه اختراق من روسيا ولكن بإيعاز وتمويل إماراتي, ثم ما لبث هذا المسلسل حتى كانت حلقته الأخيرة بأنه اختراق إماراتي خالص باستخدام جوالات يحمل ارقاماً أوروبية ومعلومات أخرى لا قيمة لها سواء إعطاء انطباع يوحي بدقة التحريات والتحقيقات. بعد الأداء الهزيل في مسرحية التحقيق تجاه الاختراقات المزعومة، عقد مسؤولون في وزارة داخلية قطر مؤتمراً أشبه ما يكون جلسة ترويجية لسلعة رديئة عرضوا خلالها تقريرا سينمائيا يحتوي على عروض مرئية ومؤثرات صوتية للإيحاء بحقيقة الاختراق ودس أدلة ركيكة لا قيمة لها. غاب عن المسؤولين القطريين أنه ربما يسهل عليهم افتراء قضية الاختراق ولكن يصعب عليهم اثبات شيء لم يكن. في الايام التالية لهذا المؤتمر نجد أن الهدف لم يكن استعراض أدلة أو تعزيز موقف فقط، ولكن هو صناعة مادة إعلامية تتلقفها أذرع قطر الإعلامية عبر قناة الجزيرة والمواقع الإخبارية في وسائل التواصل الاجتماعي للعمل بقاعدة "اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس". تعلق تنظيم الحمدين بمزاعم اختراق موقع وكالة الانباء وتصويرها بأنها نقطة تحول علاقات دول المقاطعة بقطر لم يسعفهم في تدارك الضرر الناتج ولم يكن لهم عونا في تسطيح اسباب المقاطعة. دول المقاطعة كانت تأمل من قطر توجيه الجهود بالتحقيق في اختراق حقيقي أكبر وأهم وهو اختراق السيادة القطرية الذي أدى إلى افساد القرار السياسي القطري مما أدى إلى زعزعة السلم الخليجي والعالمي الذي نتج منه أضرار تعدت الحدود القطرية لتصل دول الخليج وبقية الدول العربية وغيرها. أثبتت قطر من حيث لا تشعر أن ما حصل هو اختراق من نوع مختلف أشد مرارة وضرراً وهو اختراق القرار القطري الخليجي, يقوم فيه المخترقون من عزمي بشارة وخلاياه وكبيرهم القرضاوي بعزل قطر عن محيطها ونسيجها الخليجي. * كاتب وأكاديمي مختص في تقنية المعلومات