أعتقد أنَّ العمل الذي قدمته إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد خلال الموسمين الماضيين، يجعل من انتقاد هذه الإدارة أمرًا محرجًا، لكن هذا لا يمنع من الإبقاء على باب الانتقادات والملاحظات والاقتراحات مفتوحًا، وتلك هي الأجواء الصحية التي يتنفس بها الهلال ويكتمل بها جماله، وقد أكد رئيسه قولًا وعملًا احترامه وحرصه على الاستماع لكل انتقادات ومطالبات عشاق النادي حتى وإن لم يأخذ بها أحيانًا، خصوصا إذا ما كان الحديث عن النقد البناء النابع من الحرص على مصلحة الكيان!. الملف الوحيد الذي نغص كل هذه النجاحات وأقلق المشجع الهلالي ولايزال يقلقه هو ملف المهاجم الأجنبي البديل للبرازيلي ليو بوناتيني وأن يعوِّض الإخفاق الطويل الذي عانى منه الهلاليون في مركز رأس الحربة التقليدي، والمقلق أن الاسم الذي أعلنت الإدارة صباح أمس الخميس عن التوقيع المبدئي معه بعد فترة من الانتظار والتأخير لم يستطع أن يبدد قلق جماهير الهلال بل زاده. محبو "الملكي" كانوا يأملون أن يكون وراء هذا التأخير تعاقدًا ينسيهم خيبات أملهم المتتالية في مركز رأس الحربة، وراح المتفائلون يتذكرون كيف تأخرت إدارة الهلال الموسم الماضي في التعاقد مع بديل المدرب الخائب غوستافو ماتوساس قبل أن يكتشفوا أن وراء هذا التأخير ضربة معلم وتعاقد مع مدرب بحجم "الباشا" رامون دياز، وكانوا يأملون أن يكون وراء تأخر التعاقد مع المهاجم الأجنبي تعاقدًا يشبع نهمهم لهداف يشارك عمر خربين وإدواردو والبقية الحمل الهجومي الثقيل، الذي ستزداد شراسته في الأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا، وفي الدوري السعودي الذي ستكون مهمة المهاجمين فيه هذا الموسم أصعب خصوصا مع حضور الحارس الأجنبي!. أرقام الأورغوياني ماتياس بريتوس وسيرته جاءت محبطة لكثير من الهلاليين الذين أبدوا قلقهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وراحوا يتمنون أن يكون الاتفاق المبدئي معه مجرد مزحة تسبق الإعلان عن مهاجم يوازي طموحاتهم وانتظارهم وصبرهم، لكن إذا ماتحول الاتفاق المبدئي إلى اتفاق نهائي فليس أمام الهلاليين إلا أن يرددوا مجددًا: "دياز أبخص"، ولعله يكون كذلك!. ومع كل هذا فإن الأمير نواف بن سعد أحرص من أي شخصٍ آخر على أن يكتمل نجاحه الإداري، وأن يكتمل الهلال بدرًا بالتعاقد مع مهاجم بمستوى تطلعات وطموحات جماهيره، لأن كل ذلك العمل الجبار الذي قدمته إدارته المتميزة بمساعدة رجالات "الزعيم" وأعضاء شرفه يستحق أن يكتمل بمهاجم من العيار الثقيل، وسيكون من الظلم والغبن أن تنجح الإدارة في إغلاق أصعب الملفات بنجاحٍ منقطع النظير، ثم لا يكتمل نجاحها بالملف الأكثر إشغالًا للهلاليين منذ أعوام طويلة!.