بالأمس وانا اتسوق واشتري بعض الاغراض, خرجت مع ابنتي الصغيرة وقبل انتهاء الدورة الشرائية, توقفت عند احد المحلات بالسيارة وركنت ثم نزلت منها وبها ابنتي واتجهت لاحد المحلات في الشارع المقابل مما اضطرني لقطع الشارع سيراً على الاقدام وكان ذلك قبل اذان المغرب بساعة كاملة. وعلينا ان نتخيل الزحام الموجود بالشارع في تلك اللحظة وعدم الانضباط من قائدي السيارات والصبر لدى البعض الناس والفوضى من البعض, فهذا يتوقف فجاءة دون سابق انذار وهذا يتوقف ويعطل الشارع لأنه رأى سيارة تود الخروج من مكانها ولا يهتم بالسيارات القادمة من الخلف, وهذا في أقصى اليسار يود الذهاب لليمين ويقابله شخص في اقصى اليمين يتذكر انه يرغب الاتجاه لليسار, فلا يراعون الآخرين. ومع كل المشهد وما فيه من تناقضات وقلة الصبر لدى البعض والضيق الموجود في الشارع , يأتي شخص متهور لا يعرف المسؤولية ولا يقدر الأمر يقوم بالتفحيط والقيادة الرعناء في ذلك الشارع وفي تلك اللحظة مستعرضا مهارته في القيادة لكن بشكل خاطئ لا في الزمان ولا في المكان مع وجود السيارات وتناثرها بشكل غير متناسق اومرتب. فجاءة يخرج من بين تلك الحشود هذا المتهور ويصدم بسيارة اخرى من الخلف مما جعل السيارة الاخرى تصطدم بسيارة اخرى امامها كانت متوقفة بالقرب من سيارتي والتي بها ابنتي الصغيرة . وقد تأثرت السيارة المصدومة وتهشمت من الامام والخلف نتيجة اصطدامها بالسيارة الاخرى المتوقفة واصابة صاحبها بجروح وكسر في الذراع مع صعوبة فتح الباب الخلفي للسيارة . كل هذه الامور تحدث للناس وكذلك حوادث السيارات ويكون ذلك قضاء وقدر ولكن هذا المتهور الارعن اكان مراهقا صغيرا اوشابا طائشا او رجلا بالغا ناضجا ففعله خاطئ وغير مسؤول, لكنه بعد الاصطدام بالسيارة الاخرى هرب من الموقع وترك السيارات ومن بها من الاشخاص دون النزول والاطمئنان عليهم وعلى حالة الاخرين, وهل هناك اشخاص مصابون أم لا . هنا اتحدث عن صحوة الضمير فأقول : - متى يحيا الضمير عند اناس اماتوه - ولم يغيبوه او جعلوه نائما, فاذا كان نائما يعني ذلك انه قد يستيقظ او يغيب فترة ويعود فترة ومن وقت لوقت آخر , ولكن حين نقول يحيا فإننا نقول لم يعد هناك ضمير مطلقا أي انه مات. هذا الطائش المتهور المجرم لم ينزل ليرى مدى الاصابة في الاشخاص والسيارات, وهذا المجرم الذي لم يراع حرمة الانفس والاموال والاضرار ولم يراع احوال الاخرين وظروفهم وصحتهم, هذ المجرم هرب دون ان يكون له رادع داخلي وضمير يؤنبه . فكم من شخص دعا عليه. لذا اقول ويقول الآخرون معي: أيقظوا ضمائركم وخافوا الله في أنفسكم وأنفسنا فمثل هذا الموقف جعلني اتوق فعلا لرؤية ذلك الشخص في حجز المرور ومن ثم حجز الشرطة ومن بعد ذلك يحال للقضاء حتى يسجن ويشهر به في جميع وسائل الاعلام المقروء والمسموع والمرئي.