تنفست بلدة العوامية الصعداء بعد أن بسطت الجهات الأمنية سيطرتها على البلدة وأخرجت المجموعة الإرهابية التي كانت تتخذ من البيوت المهجورة وكرا لعملياتها الإرهابية، مثيرة الرعب بين الأهالي، ومتخذة الحي بؤرة لاستهداف رجال الأمن؛ في محاولة منهم لعرقلة عملية تطوير حي المسورة، وما إن سيطرت القوات الأمنية على الحي، حتى عادت عجلة التنمية للدوران من جديد. جولة إعلامية «الرياض» تجولت في حي المسورة، ووقفت على أعمال تطوير بهدف تنمية المنطقة، وأظهرت الجولة وجود سيارات محترقة بسبب الإرهابيين، ووجود حافلات تم استهدافها برصاص الإرهابيين أثناء مهاجمتهم لرجال الأمن في الموقع، وبخاصة أثناء محاولتهم إعاقة العملية التنموية عبر إعطاب معدات الهدم التي جلبتها الأمانة للمنطقة، وأظهرت المشاهد تقدما ملحوظا في عملية التطوير، وبخاصة منذ أمس الأول، إذ يتوقع أن تشهد العمليات كثافة بعد خفوت قدرة المسلحين على مواجهة رجال الأمن. وشهدت الجولة حضورا إعلاميا لوكالات أنباء عالمية، إذ حضر الصحفيون في حي المسورة ووقفوا على سير عملية التنمية للحي، ووقف الجميع على المساحة المراد هدمها، والتي ستتحول لمعلم سياحي في المستقبل بعد الانتهاء من مراحل المشروع، الذي يعد من أهم مشروعات المنطقة الشرقية التنموية بقيادة أمانة المنطقة الشرقية. محافظ القطيف: الأسر منحت تعويضات مجزية وأمنّا لهم مساكن بديلة عودة الحياة وفي جولة «الرياض»، داخل شوارع العوامية وأحيائها هذه المرة وقفنا على ملامح الأفق، الذي من أجله بدأنا المسير في عمق المدينة وأطرافها، حيث دلفنا إلى أحياء متنوعة كحي الجميمة، والريف، وشكرالله، وطرق رئيسية كطريق الواصل لنادي السلام، وطريق الممتد إلى ملاعب نادي السلام الجديدة، التي تمثل الشريان الرئيس للمدينة، حيث تتفرع منها طرق داخلية تكون سبيلا للوصول إلى الأحياء التي كان يصعب الوصول إليها سابقاً، وكانت كلها تنعم بالحركة التي ألفناها كل يوم في انسيابية متناهية. منظر المنطقة التجارية العام يبهر الناظرين، حيث العوائل والأطفال يستمتعون بالتسوق، إذ عادت الحياة للسير بطبيعتها، والركب تبدو في محياه تباشير السعادة، حيث الواقع يخبر والحياة هانئة هادئة بعد دخول وسيطرة رجال أمننا البواسل على حي المسورة واستمرار أعمال التطوير. دبت الحركة المجتمعية في أحياء العوامية مع تواجد أمني ردع معطلي الحياة، وكشفت جولتنا مظاهر الوحدة التي قرأنا ملامحها صدقا وبلا مواربة، متجسدة في تأكيدات الأهالي ولائهم للوطن ورفض أي شعارات أخرى، معبرين عن رفضهم القاطع لكل ما يحاول الإرهابيون فرضه من أجندة تتبنى توجهاً معادياً للوطن وتقف دون تقدمه وازدهاره. تعويضات الأسر وشدد محافظ القطيف المكلف فلاح الخالدي في حديث خص به «الرياض» على أن مشروع مسورة العوامية مشروع تنموي يهدف لتطوير المنطقة ودفعها تنمويا في المسار الصحيح، مؤكدا العوائل التي كانت تقطن الحي تم منحها التعويضات وهي تؤمن بمشروع التنمية الذي سيجعل المجتمع مزدهرا. وذكر بأن بعض العوائل اختارت الخروج من بلدة العوامية نتيجة الأفعال الإرهابية التي تحاول أن تعيق عملية هدم المسورة، وقال: «تم منحهم سكنا بديلا بناء على توجيهات صادرة كريمة من القيادة الرشيدة، مشدداً على أن إجراءات طلب الحصول على المسكن سلسة للغاية». وأضاف «عشرات الأسر حصلت على سكن فوري بعد استكمال الطلب وإجراءاته السلسة». عودة الأمان وشملت جولة «الرياض» أحياء مختلفة من بلدة العوامية كحي الريف، وحي الجميمة، وحي الديرة، إذ عبر قاطنون في الأحياء عن فرحتهم الكبيرة بعد أن بسطت قوات الأمن نفوذها في حي المسورة، لتنهي حقبة من التوتر وتكتب السطر الأخير من سيطرة الإرهابيين على مفاصل الأحياء معرقلين حياة الأهالي، باثين في قلوبهم الرعب، يهددونهم بالاختطاف والقتل إذا ما وقفوا ضدهم، وكان لتدخل القوات أثره في إعادة الحياة واستمرار عملية التنمية التي رسمتها حكومة المملكة، إذ عادت لتسير حسب ما هو مخطط لها. عصابة تختطف المجتمع ورأى نائب رئيس المجلس البلدي سابقا م. نبيه البراهيم أنّ بسط الأمن في حي المسورة نصر مؤزر، وقال: «إن النصر المبين ليس فقط لتخليص المسورة من براثن هذه العصابة المجرمة التي باعت نفسها للشيطان، بل لتحرير العوامية كبلدة ومجتمع من هذه الطغمة الباغية التي اختطفت قرارهم لسنوات، وأخذوا يتصرفون في المجتمع كيفما يريدون، فأخذوا يعيثون في الأرض الفساد، محتمين بالحي القديم، مستخدمين الأهالي كدروع بشرية». وأضاف: «لقد استغلوا وضع المسورة البنيوي العتيق المعقد ووجود السكان فيه من المواطنين والمقيمين فيه من لا حول لهم ولا قوة حتى تدخلت الجهات الأمنية، وتم تطوير الحي بعد تعويض ساكنيه بتعويضات مجزية يصل بعضها إلى ثلاثة أضعاف قيمة العقار الحقيقية في الواقع، وذلك كان توجها من أولياء الأمر -أعزهم الله- لتحسين الواقع المعيشي للسكان، وفوق ذلك أنه بدل هذه الخرائب الموبوءة سينشأ مكانها مشروع تنموي اجتماعي، سيساهم في نقلة حضارية كبيرة للعوامية». وأضاف: «نقدم أسمى معاني الشكر والولاء لقيادتنا الرشيدة على ما بذلته من جهود مضنية لتحقيق ذلك والشكر الجزيل لجنودنا البواسل على تضحياتهم الكبيرة والدعاء بالرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار الذين قضوا في ساحة الجهاد لتحقيق هذه الأهداف النبيلة والدعاء أيضا للجرحى بالشفاء العاجل القريب». توفير الخدمات فيما اعتبر عبدالمجيد الجشي أن الأمر سيسهل ما تم تخطيطه لتنمية الحي؛ مما ينعكس بشكل كامل على المنطقة، وسيسفر عنه توفير الخدمات ويجعل الحياة بشكل أفضل، مضيفاً: «أن هذا المشروع التنموي يهدف إلى توفير الخدمات الأساسية لقاطني العوامية، ونأمل التوفيق لأمانة المنطقة الشرقية في تنفيذ المخطط على أجمل ما يكون». ولفت عبدالواحد آل مطر إلى أنّ «جميعنا يؤمن بتنمية حي المسورة، فهذه التنمية ستنعكس على حياة الناس في نهاية المطاف، وهي تنمية كما نشر من المسؤولين تخدم الجانب الاجتماعي والثقافي، وتوفر الخدمات للناس». تدخل رجال الأمن لإيقاف سيطرة الإرهابيين على الحي حاول الإرهابيون منع أي محاولة لخروج الأهالي تدمير الممتلكات أدوات ضغط الإرهابيين على الأهالي منح الملاك تعويضات مجزية بعد انتزاع الأراضي للمشروع عودة عمليات الهدم للبدء في المخطط التطويري للحي عربات أمنية تحمي المعدات العاملة في مشروع التطوير سيارة الأمن تمشط الحي بعد طرد الإرهابيين أمنّت القوات خروج الأهالي بعد أن احتجزهم الإرهابيون