بعد استخدامهم من إرهابيين دروعاً بشرية، وتلقي أسوار منازلهم طلقات نارية، وقذائف صاروخية، فضل معظم سكان بلدة العوامية الهرب من جحيم «حرب الشوارع» التي يمارسها إرهابيون ضد مدنيين ورجال أمن داخل البلدة، وذلك بعد أن شهدت بلدية العوامية منذ بدء أعمال الإزالة والهدم لحي المسورة في أيار (مايو) 2017، ضمن مشروع تطوير وسط بلدة العوامية الذي تقوم عليه أمانة المنطقة الشرقية هجمات إرهابية متتالية نفذها إرهابيون متحصنون داخل أسوار الحي المتهالكة لإعاقة المشروع التطويري، باستهداف رجال الأمن والمدنيين والمعدات والآليات، فيما تعمل إمارة المنطقة الشرقية على مساعدة الأسر المتضررة من الأحداث الأمنية في بلدة العوامية، جراء المواجهات التي تشهدها البلدة، عبر تقديم مساكن موقتة خارج المحافظة. واستقبلت إمارة المنطقة الشرقية ممثلة بمحافظة محافظة القطيف طلبات عشرات المواطنين من سكان الأحياء المجاورة لحي المسورة وسط بلدة العومية، للمساعدة في الخروج من المحافظة التي تشهد مواجهات متتالية، فيما قدمت الإمارة مساكن موقتة للراغبين في الخروج من المحافظة. وكشف محافظ محافظة القطيف المكلف فلاح الخالدي عن تأمين المحافظة مساكن موقتة، لمتضررين من الهجمات الإرهابية في بلدة العوامية، مشدداً على أن خروج الأهالي جاء بمحض إرادتهم، وأوضح الخالدي ل «الحياة» أن إمارة المنطقة الشرقية وجهت بتقديم مساعدات فورية، لسكان الأحياء المجاورة لحي المسورة الذي يشهد بالتزامن مع الأعمال التطويرية، هجمات إرهابية تخريبية، تستهدف السكان ورجال الأمن والعاملين على المشروع التطويري، مشيراً إلى أن المحافظة استقبلت عشرات الطلبات من سكان الأحياء والمزارع المجاورة لحي المسورة، وتم توفيرها مباشرة. وأوضح الخالدي: «تم التعاقد مع عدد من الشقق المفروشة في مدينة الدمام لإيواء الراغبين في الخروج من الأحياء المجاورة لحي المسورة وسط العوامية، وتأمين سكن موقت لهم، وذلك بعد تلقي عدد من طلبات المساعدة في الخروج من المحافظة»، وأكد الخالدي أن محافظة القطيف لا تزال تستقبل طالبات الراغبين في الخروج لتقديم المساعدة والتسهيلات لهم وذلك بتوجيه من أمير المنطقة الشرقية. وعلى رغم البادرة الإنسانية التي تبنتها إمارة المنطقة لمساعدة الأهالي، إلا أن وسائل إعلامية معادية، سلطت الضوء بطريقة عدائية على البادرة، وذلك بعبارات تحريضية، مستخدمة أوصاف «التهجير» و«النزوح الإجباري» لأهداف خارجية، إلا محافظ المحافظة المكلف شدد على أن تأمين السكن خارج المحافظة لأهالي الأحياء والمزارع المحيطة بحي المسورة جاء بمحض إرادة السكان أنفسهم، فيما رحب أهالي البلدي بالمبادرة، التي استفاد منها عشرات الأهالي والأسر، بشكل موقت، لحين إزالة أوكار الخارجين عن القانون داخل حي المسورة، الذي استغلت مبانيه القديمة المهجورة لتكون ملجأ للإرهابيين وتجار الأسلحة ومروجي المخدرات. وأكدت محافظة القطيف عملية استحقاق معونة السكن أو ما يعدله من مبلغ مالي، تشمل أحياء: الديرة - المنيرة - المنصوري - الطفيف - الصعبي - أم المريس - الكليبي - الربانية - المهندي - غرب الجميمة (منطقة البريد) - غرب العوينة من شارع البريد إلى مركز الشرطة القديم، أو سكان المزارع المجاورة. وكانت الهجمات الإرهابية المتزامنة مع بدء أعمال الإزالة والهدم لحي المسورة حصدت أرواح سبعة من رجال الأمن، وثلاثة مدنيين في حوادث متفرقة في الحي ذاته، وإصابة نحو 30 شخصاً بينهم عدد من العناصر الأمنية، بعد استهدافهم بأسلحة نارية، ومقذوفات متفجرة. وجاءت الهجمات الإرهابية الغادرة بعيارات نارية وقذائف صاروخية، إضافة إلى عبوات ناسفة وألغام أرضية. فيما تواصل الجهات المشرفة على مشروع تطوير حي المسورة أعمالها، وذلك بدعم ومساندة أمنية من جانب القوات الخاصة، التي قامت بملاحقة عدد من الإرهابيين داخل الحي والتعامل معهم، وفقاً لما تتطلبه الحالة الأمنية.