استنكر علماء ومفكرون ومشايخ في الأزهر الدعوة المشبوهة التي أطلقتها دولة قطر لتدويل الحرمين، مؤكدين أن قطر أصبحت تتحدث بلسان إيران وأن ما تقوم به من أعمال استفزازية ما هو إلا تنفيذ لأجندة مسبقة أعدها نظام الملالى في طهران لشق الصف العربي والإسلامي؛ وأضافوا أن قطر ومعها إيران تريدان أن يستخدما الدين لتحقيق مآرب سياسية. وكان الأستاذ عادل الجبير وزير الخارجية قد أكد أن "طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة وتسييس الحج، هو عدوان وإعلان حرب ضد المملكة، مؤكدا احتفاظ السعودية بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة". من جانبه رفض الدكتور إسماعيل عبد رب النبي شاهين أستاذ الشريعة الإسلامية ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق دعوة قطر لتدويل وتسييس الحج مؤكدا أن هذه الدعوة التي أطلقتها قطر مؤخرا، وإيران خلال الأعوام الماضية، إنما هي دعوة مسمومة وسيئة ولا يمكن القبول بها تحت أي مسمى لأنها تمس السيادة السعودية، وقال متسائلا: "ماذا لو طلبنا من قطر أو إيران أن تستقطع قطعة أرض من وطنها ويتم بناء مؤسسة إسلامية أو خيرية ولا تتولى هي إدارتها، فهل ستوافق أم أنها ستقول هذا مساس بسيادة الدولة على أراضيها، وهذا أمر طبيعي لأنه مكونات أو عناصر الدولة في القانون الدولي تتضمن ثلاثة عناصر رئيسية هي الأرض والشعب والسيادة". وأضاف الدكتور شاهين أن المملكة لم تألوا جهدا على مدار السنوات الماضية في خدمة الحجيج ولم تفرق بين حاج وآخر من أي بلد بسبب الخلافات السياسية. وتابع قائلا: "أن الدولة السعودية تقوم بواجبها وأكثر تجاه جميع الحجاج من كل بقاع العالم، والجميع يشهد بذلك، ويحسد الدولة السعودية على الخدمة والرعاية الفائقة التي يلقاها الحجيج أثناء تأديتهم لمناسك الحج والعمرة". واختتم الدكتور شاهين قائلا: "إن دعوة قطر لتدويل الحرمين مقصود منها إثارة البلبلة والاستفزاز لمشاعر المسلمين وللمملكة بصفة خاصة، لأن الأمر سياسي وليس ديني فقد أرادت قطر ومعها إيران أن يستخدما الدين لتحقيق مآرب سياسية". من جانبه قال الداعية والمفكر الإسلامي د. عمرو خالد إن الدعوة لتدويل الحرمين وتسييس الحج أمر غير مقبول مؤكدا أن السلطات السعودية تقوم بواجبها في رعاية وخدمة ضيوف الرحمن على خير وجه وهي تتحمل الأعباء الكثيرة في خدمة الحرمين الشريفين، وتهيئتهما لإستقبال ضيوف الرحمن لأداء المناسك في يسر وأمان، ويكفي أن الملك يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين". أما الشيخ الدكتور محمد حمودة مدير شئون القرآن الكريم في الأزهر فقد وصف الدعوة التي أطلقتها دولة قطر لتدويل وتسييس الحج ب"المشبوهة"، مؤكداً أن دولة قطر أصبحت تتحدث بلسان إيران وأن ما تقوم به من أعمال استفزازية ما هو إلا تنفيذ لأجندة مسبقة أعدها نظام الملالي في طهران لشق الصف العربي والإسلامي. وأضاف إن المملكة تتشرف على مدى عقود بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتقديم كل ما يحتاجونه وتتشرف بخدمة الحرمين الشريفين على أكمل وجه، ولا تقدر أي دولة غير المملكة على تولي هذا الشرف أو القيام بأعبائه. أما الشيخ محمد مصطفى الأمام الداعية بوزارة الأوقاف المصرية فقد أكد أن حكومة قطر للأسف تعمل ضد مصالح الأمة وتنفذ مخططات إيران في المنطقة وهذا أمر لا يقبله أي مواطن عربي، مضيفا إن دولة قطر لا زالت تسبح ضد التيار في كل تصرفاتها تجاه شقيقاتها ولا تريد أن تسمع لصوت العقل وإنما تسمع وتنفذ ما تمليه عليها إيران فقط، وأشار إلى أن دعوة قطر لتدويل الحج أمر مرفوض جملة وتفصيلا وأثار استياء العالم الإسلامي أجمع. د. عمرو خالد الشيخ محمد حمودة