يعد مشرف قدم الأهلي طارق كيال من أبرز الإداريين بفرق دوري زين هذا الموسم فهذا الرجل يجمع بين الخبرة الكبيرة والأخلاق العالية والتى جعلته ينجح خلال ظرف زمني بسيط أن يساهم بشكل واضح في إعادة الفريق الاول بالنادي الى المنافسة القوية على تحقيق لقب الدوري بعد غياب دام 28 عاما غاب عن قلعة الكؤوس بطولة الدوري والذي يعد المقياس الحقيقي لقوة أي فريق وجاهزيته على اعتبار أنه يحتاج الى نفس طويل ومصاريف مالية باهظة وبدلاء جاهزين. ومع أن الأهلي كان يملك الجانب المادي نتيجة الدعم الكبير الذي يلقاه من رجاله وشرفييه عدا الراعي الأستراتيجي ولكن اتضح بشكل جلي أن معاناة الأهلي إدارية وهذا ما يؤكد أن كيال عنصر فعال من عناصر نجاح الفريق هذا الموسم. (الميدان) التقى كيال وأجرى معه هذا الحوار الذي تحدث من خلال المشرف الأهلاوي عن العديد من الأمور التى تهم فريقه ومشواره في بطولة الدوري وموضوع المدرب جاروليم واللاعب عماد الحوسني وغيرها من الأمور خلال السطور التالية: بداية كيف ترى المشوار في دوري هذا الموسم وهل الفريق الأول لكرة القدم يسير بثبات نحو كسر 28 عاما عجافا مرت على الفريق لم يتحقق من خلالها الفوز بالبطولة الأهم والأقوى على المستوى المحلي؟ الفريق يسير بالطريق الصحيح هذا الموسم وهو في طريقه إن شاء الله الى كسر السنوات العجاف التى شارفت على الثلاثة عقود وحقيقه الأهلي يستحق في أكثر من موسم العودة الى حصد بطولة الدوري لكن هناك بعض الظروف التى لم تكن مواتية خصوصا أن الدوري طويل ويحتاج الى نفس وبدلاء على مستوى يوازي الأساسيين, وكان نظام الدوري بالمربع الذهبي يسمح لبعض الفرق للمنافسة حتى بعد نهاية الدور التمهيدي مهما يكن مركز الفريق سواء في المركز الأول او الرابع ولكن كما قلت لم تسمح الظروف في العودة لحصد الدوري وأعتقد أن كل الظروف مواتية لحصد الدوري لهذا الموسم والأمور لاتزال في ملعبنا فعلينا الفوز في جميع المباريات القادمة ولن نكون في حاجة لأي نتائج لأي فرق أخرى. الأهلي سيلعب في المباريات القادمة مباريات سهلة نسبيا على اعتبار أنها ستكون أمام فرق أقل منكم نظريا وفنيا عدا في المباراة الأخيرة ضد الشباب والتى يتوقع الكثيرون أن تكون حاسمة لتحديد البطل, هل تتوقع بألا يتحدد بطل الدوري حتى الجولة الأخيرة؟. لا توجد مباريات سهلة في بقية المشوار وأخشى أن تقتحم هذه الثقة نفسيات لاعبينا فالفرق جميعها ستبحث عن الفوز في المباريات السابقة لدواع وطموحات متفاوتة فبعضهم يسعى للوصول الى أحد المراكز التى تؤهل الفريق الى بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال أو الهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأولى وهذا يتطلب منا اللعب بجدية في جميع المباريات والجميع شاهد كيف خسرنا نقطتين هامتين ضد الفتح في جدة رغم أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من حصدها نتيجة التقدم في النتيجة ومع أننا طوينا صفحة تلك المباراة بكل أحداثها الا أننا استفدنا بشكل ايجابي من تلك المباراة على اعتبار أن النتيجة لا يمكن ضمانها قبل صافرة النهاية وخسرنا نقطتين في تلك المباراة فرقتا معنا كثيرا ولكن بإذن الله لن نندم عليها. الجميع يتساءل عن النقلة الكبيرة في مستوى ونتائج الأهلي ما بين الموسم الماضي والموسم الحالي, ماذا فعلتم وكان نتيجة عملكم هذه القفزة التي عليها الأهلي والتى جعلته يعود بقوة للمنافسة على أقوى البطولات المحلية وأكثرها حاجة للنفس الطويل؟ قمنا جميعا في إدارة النادي وإدارة الكرة بدراسة للأسباب التى جعلت الفريق لا يظهر بالشكل القوي في بطولات الدوري في المواسم الأخيرة تحديدا وحددنا النواقص والتى نحتاج لتلافيها والأخطاء التى يجب علينا تصحيحها وجلب لاعبين نحن بحاجة لوجودهم دون النظر للأسماء بل المستويات وكذلك عندما هممنا للتعاقد مع مدرب لم يكن هدفنا البحث عن مدرب شهير بل هدفنا الى مدرب يناسبنا وقادر على العمل بهدوء وفي أجواء مناسبة ودون ضغوط وهذا ماوفقنا فيه وظهرت النتائج تدريجيا بشكل إيجابي ونحن لم نخسر سوى مباراة واحدة ورغم قساوة تلك الخسارة من الهلال بأربعة أهداف الا أنها لم تكن لها تداعيات سلبية كثيرة وعدنا بسرعة لأننا كنا نرتكز على أستراييجية قوية وتخطيط مدروس وكرة القدم بها الفوز والخسارة ومن الطبيعي ألا يكون الفريق في يومه في بعض المباريات ولكن المهم أن ننهض في حال التعرض لأي نكسة غير متوقعة ولا أعني أن الهلال ليس بالفريق القادر على الفوز علينا كما أننا نجحنا في الفوز عليه في الدور الثاني ولكن الأمر يتعلق بالنتيجة التى تعرضنا له ونهضنا بسرعة. وهل ماذكرت هي الأسباب التى جعلت الفريق يعود بقوة للمنافسة على بطولة الدوري؟ لا هناك أسباب أخرى ومنها أن لم يكن في مقدمتها إجراء غربلة شاملة وتنقية الفريق من اللاعبين أصحاب المشاكل والذين ظهر جليا لنا أنهم من أسباب تراجع الأهلي ونتائجه الأقل من المطلوب في السنوات الأخيرة تحديدا فأبعدناهم عن الفريق بالطريقة المناسبة وكذلك سلمنا اللاعبين حقوقهم المالية كاملة من أجل أن تكون نفسياتهم على مايرام وانتظمنا بالدعم الذي نحظى به الى تسليم مستحقات اللاعبين في موعدها قدر الإمكان وهيأنا كافة الأجواء حتى يكون الفريق بالشكل الأمثل في الدوري والبطولات الأخرى سواء المحلية أو الخارجية فعندما تعطي فتنتظر نتائج عطائك ولا يمكنك أن تطلب من اللاعبين أن يقدموا لك ما تريد وأنت لم تمنح لهم ما يستحقون هي معادلة سهلة ولكن هناك من يعتبرها صعبة وقد لا يصعبها سوى عدم توافر المادة والسيولة لدى غالبية الأندية.في مباراة الأتفاق سجلتم نتيجة كبيرة وغير متوقعة بالفوز بأربعة أهداف نظيفة, هل توقعتم الفوز بهذه النتيجة خصوصا أن الأتفاق جاء من الكويت بفوز عريض على الكويت الكويتي بخماسية فيما جاء الأهلي من قطر بخسارة في بداية المشوار الأسيوي؟ الفوز هو الأهم في مثل هذه المباريات نعم النتيجة كانت كبيرة لصالحنا ولكن هذا في المقابل لا يقلل من شأن الأتفاق ونحن لعبنا المباراة بضغوط كبيرة نتيجة المنافسة الساخنة مع الشباب وكذلك الهلال وأيضا الأتفاق وكان تركيزنا شديدا على حصد النقاط الثلاث وفي الشوط الأول تقدمنا بهدف وسارت الأمور بشكل إيجابي لصالحنا بعد تسجيل هدفين سريعين كان لهما الأثر في هذا الفوز ولكننا طوينا الفوز سريعا وفكرنا في مباراة هجر والذي يعد من الفرق الطموحة للبقاء ولم يكن من الإيجابي التساهل بمواجهته. أعود بشكل سريع للسؤال الذي لم أتمن وضوحا أكثر في الإجابة عليه, وهو هل الجولة الأخيرة ستكون الفيصل بينكم وبين الشباب لتحديد بطل الدوري؟ هذا يلزمنا ويلزم الشباب في المقابل عدم التعثر ونحن ننظر الى وضعنا وعلينا تحقيق الانتصارات والنتائج الايجابية وإذا ما كانت هناك حاجة للفوز بتلك المباراة من أجل حصد اللقب فمن المؤكد ستكون هي الفيصل ولكن لا يمكن استباق الأحداث فالباقي ثلاث جولات قبل مباراة الشباب . يكثر الحديث هذه الأيام حول وجود نية في التجديد للمدرب جاروليم وكذلك اللاعب العماني عماد الحوسني لكن كليهما رفضا الحديث عن هذا الموضوع بعد مباراة الأتفاق ما رأيك؟ بالطبع لن نتخذ أي خطوة في هذا الشأن قبل دراستها من كل الجوانب فالتجديد مع المدرب من عدمه تحدده قناعاتنا وكذلك قناعاته بالعرض الذي سيقدم له للتجديد وإذا كان الأمر يناسبنا ويناسبه ليس في الأمور المادية فحسب بل في كافة الأمور الأخرى فبالطبع سيتم التجديد وليس شرطا أن تحسم الأمور هذه الأيام فالموسم لم ينته وعقده لا يزال سار والأمر نفسه ينطبق على اللاعب الحوسني ومصلحة الأهلي ستكون فوق كل اعتبار. وأما عدم تعليقهما على موضوع التجديد فهذا الأمر متفق عليه على تلافي الحديث عن هذه الموضوعات مادام العقد سار والا هناك عقوبة ستكون ضد من يخالف هذا الأمر. هل التخلص من الضغوط الاعلامية كان له دور فيما يتحقق؟ لا يوجد تخلص من الضغوط الاعلامية ولكن نتعامل مع النقد بايجابية كبيرة ونسعى للاستفاده من الملاحظات التى تذكر من خلاله من أجل تلافيها ونشكر كل من يهدي الينا عيوبنا.في مباراة الاتفاق أيضا التى اقيمت في الدمام حضر جمهور أهلاوي يعد الأكبر منذ سنوات للأهلي في ملاعب الشرقية, هل ذلك يعد دليلا على أن الجمهور الأهلاوي في جدة وخارجها في رضا تام عن وضع الفريق؟ بالطبع النتائج الايجابية تعيد الجماهير للمدرجات وجمهورنا بالشرقية كحال جميع مناطق المملكة وفي مقدمتها مدينة جدة كبير ويستحق كل الشكر والتقدير على الوقفة الدائمة مع الكيان ونتمنى أن نهديهم بطولة الدوري كهدية متواضعة خلال أسابيع. في النهاية كلمة أخيرة تود قولها عبر (الميدان)؟ أشكرك على على حرصك على إجراء حوار معي وأشكر كل من يقف خلف الأهلي وفي مقدمتهم الرمز الكبير الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير فهد بن خالد رئيس النادي وكل من دعم الأهلي بأي نوع من أنواع الدعم وأتمنى أن يتوج هذا الدعم والوقفة ببطولة الدوري وبطولات أخرى هذا الموسم والمواسم القادمة وتعود أمجاد الأهلي.