بعد صدور الأمر الملكي بالموافقة على إنشاء هيئة تطوير بوابة الدرعية برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وعضوية كل من صاحب السمو الأمير د. عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، وأحمد بن عقيل الخطيب، ود. فهد بن عبدالله السماري، وم. إبراهيم بن محمد السلطان، وهذا الأمر الذي يحمل في طياته المحافظة على التراث العريق وتحفظ تاريخ الدرعية من عاصمة سياسية إلى مزار سياحي على مستوى الشرق الأوسط. هيئة تطوير "بوابة الدرعية" تضم أضخم مشروع سياحي ثقافي حيوي وأكبر متحف إسلامي على مستوى الشرق الأوسط بما يفوق المليون و500 ألف م2، ويضم مشروع "بوابة الدرعية" مدينة طينية تشمل مكتبة "الملك سلمان بن عبدالعزيز" وأسواقاً تجارية، ومجمعات ومطاعم، ومواقع احتفالات تتميز بإطلالتها على ضفاف وادي حنيفة وهذا الأمر الملكي يحمل كل الاهتمام بالتراث السعودي العريق والأصيل. الدرعية رمز وطني تمثل الدرعية رمزاً وطنياً في تاريخ المملكة فقد ارتبط ذكرها بالدولة السعودية الأولى وكانت عاصمة لها ولقد شكلت منعطفاً تاريخياً في الجزيرة العربية, بعد أن ناصر الإمام محمد بن سعود دعوة التجديد الديني التي نادى بها الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب عام 1157 للهجرة، فأصبحت الدرعية قاعدة الدولة ومقر الحكم والعلم, واستمرت كذلك إلى أن اختار الإمام تركي بن عبدالله الرياض مقراً جديداً للحكم وذلك عام 1240 للهجرة. على ضفاف وادي حنيفة نشأت الدرعية على ضفاف وادي حنيفة وارتبطت بها حضارياً وبيئياً مما أوجد نوعاً من التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة أثر بدوره على النشاط الإنساني والوضع الاجتماعي للمنطقة فأصبحت الدرعية نموذجاً لمجتمع الواحات في البيئات الصحراوية ولقد جسدت الدرعية من خلال ذلك التفاعل الهوية الثقافية للمنطقة فأضحت رمز أصالتها وعنوان حضارتها. وتتميز الدرعية بالمظاهر الطبيعية الجميلة كالروافد والشعاب والأراضي الخصبة وكلها معالم خلابة من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان الحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير ويظهر المنجز الحضري من الدور السكنية وأنظمة الري والقنوات والإنفاق والقرى الزراعية بالدرعية ومحيطها الجغرافي. تجارية منذ القدم سرعان ما احتلت الدرعية الصدارة على الطريق التجاري من شرق الجزيرة إلى غربها إضافة إلى تحكمها في طريق الحج إلى مكةالمكرمة فامتد سلطانها على عدد من قرى وادي حنيفة وبلغ نفوذها إلى ضرما في الجهة الغربية من جبل طويق وإلى "أبا الكباش" شمال الدرعية. واشتهر أئمة الدولة السعودية الأولى بالعلم والعدل والحزم والالتزام بالقيم الدينية والتمسك بروح العقيدة الإسلامية والعادات والتقاليد الحميدة فاستتب الأمن وعاش الناس مطمئنين في حياتهم وآمنين على أرواحهم وأملاكهم وتجارتهم وخضعت لنفوذ الدرعية معظم أجزاء جزيرة العرب وشملت بلاد العارض والأحساء والقصيم وجبل شمر ومكةالمكرمة والمدينة المنورة وجنوب الطائف وأراضي تهامة واليمن. اهتمام خادم الحرمين شهدت العاصمة الرياض طوال تلك فترة تولي أميرها سلمان بن عبدالعزيز نمواً وتطوراً ونهضة متسارعة بما فيها من أحياء وبلدات صغيرة ومحافظات تابعة "كمحافظة الدرعية" فقد اهتم سلمان الحزم بمحافظة الدرعية وتطويرها ومتابعتها وسرعة إنجازها لتلحق بالتطور الذي تشهده المملكة حالياً في سنين حكمه المجيدة. فقد بدأ تطوير الدرعية التاريخية كأحد المشروعات الوطنية الرائدة التي حظيت بالاهتمام والمتابعة المباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- الذي تبنى هذا المشروع انطلاقاً من أهمية تطوير هذا المعلم التاريخي البارز والمحافظة عليه والمحافظة على تاريخ نجد المشرف الذي يشهد قصصاً ومعارك يشار لها بالبنان. والآن صدور قرار هيئة تطوير بوابة الدرعية الذي سيشهد مستقبلاً بارزاً وباهراً في دمج التطور مع الحفاظ على الأصالة والتاريخ المجيد بإذن الله. مدينة تراث عالمي وتعد الدرعية ثاني موقع بالمملكة يسجل إلى قائمة التراث العالمي اليونسكو بعد مدائن صالح، حيث أعلنت منظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية الثقافية حي الطريف الواقع في مدينة الدرعية مواق للتراث العالمي وكان ذلك عام 2012 ميلادي. الدور الاقتصادي والسياحي للبوابة بدوره، ذكر د. محمد بن دليم القحطاني ل "الرياض": أن بوابة الدرعية تعتبر من المشروعات التي تعزز السياحة الثقافية ولعلها بهذا المشروع تكون عاصمة السياحة الثقافية فبجهود خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- وما يتمتع به من مخزون الروئ والتوجهات نحو الاحتفاظ بموروثنا التاريخي ولعل الدرعية تعتبر موروثاً يجب علينا الاهتمام به لأنه بزوغ السعودية العظمى كان من بوابة الدرعية فبالتالي هذا الاسم يحدث الأجيال القادمة بأن دولتنا السعودية وما تملكه من مقومات على مدار السنين كانت بوابتها هي الدرعية التي استطاعت أن تحافظ على مدخرات وحدود المملكة وإعطاء السعودية أمجادها بالاحتفاظ على هذا الموروث وعلى كلمة التوحيد. وأضاف القحطاني: إن مشروع مثل بوابة الدرعية سيزيد من اقتصاد البلد من خلال نافذة السياحة وسيعزز مشروعات أخرى داعمة مثل مشروعات الفنادق ومساهمة المستثمرين في مشروعات ترفيهية ومشجع لابتكار وخلق السياحة في كل مناطق المملكة تحقق عوائد اقتصادية وتؤخر عاداتنا التاريخية وسوف تجعل من ذلك نموذجاً لحفظ التراث. وختم أن السياحة لازالت فكراً، وأي مشروع للسياحة مثل بوابة الدرعية سيكون داعماً بشكل كبير ويجب الاجتهاد بالتسويق في سياحتنا بالمملكة ولابد من الهيئة العامة إعادة النظر في موضوع التسويق ليظهر بقالب استثماري رائع من كافة الدول وهذا نوع من جذب الأموال وتعزيز ما يعرف بالعمالات الأجنبية من خلال هذه المشروعات. الدرعية يمكن أن تكون عامل جذب سياحي تطوير البجيري أثبت رجاحة المشروع السياحة التراثية تستقطب الكثير حالياً المملكة لها رمزية تراثية لم تستغل حتى الآن